حسن الحجي روائياً مبدعاً أحسائياً
اكتب هذه الكلمات كمتذوق بتواضع عن كاتب مبدع ومتميز لم يأخذ حقه من الشهرة مقارنة بإنتاجه عرفته بمجموعة واتس اب أكثر من 4 سنوات اقرأ له كثيرا وحسب فهمي المتواضع للرواية والقصة والشعر فهو حقا مبدعا بارعا صامتا.
طبيعة الأرض ما ينبت منها، لها من التأثير في ساكنها، الماء يتدفق من التراب تسقي الأشجار والنخيل، شموخ النخيل ونموها العالي لتتنفس الهواء النقي وتعطي من ثمارها من يحب السمو، ظلال النخيل ترتسم على الوجوه وجذورها باقية في قبور من ماتوا وسعفاتها تنهض بمن بقوا يعيشون الإبداع والابتكار، مياه الأحساء تجري مع دماء تروي عطش من يتزود بفنون الثقافة والأدب، ثمار المبدعين والكتاب الأحسائيين تتناغم مع الإنتاج الطبيعي ومعالم التاريخ مثل أديبنا المتميز شعرا ورواية ونقدا أنه السيد حسن الحجي مبدعا بالقصة القصيرة والرواية والشعر والنقد من بلدة القرين الزاخرة بعطائها الأجتماعي والثقافي.
الأستاذ حسن الحجي فعلا بحق أديب روائي صامت يخرج كلماته على الصفحات وأدوات التواصل الاجتماعي، الروائي والقاص حسن الحجي أكبر من عمره فيما ينتج من قصص وروايات، هو وبعض الروائيين القلائل حطموا مقولة ”أن من يريد ولوج عالم الرواية ينبغي عليه كتابتها بعد سن الأربعين“، ثقافته المتنوعة أدبيا وأجتماعيا صاغها في قوالب أدبية متميزة مختزلة ومكثفة تشي جمله وعباراته: أنك تقرأ لأديب عاش بين وسط أدبي بمصر والمغرب والعراق أفرزته مقاهي المثقفين والكتاب بعد نقاشات وحوارات أدبية وحركة نقدية تاريخية ومتراكمة.
تخصصه باللغة العربية ومعجمه اللغوي ساعده على السباحة في بحر الكلمات وأتاح له صيد المفردات المتميزة من أنهار الالفاظ والمعاني، يعلق المفردات بالجمل كالثمار، الاستاذ حسن من براعته الأدبية والنقدية يفكك نصوص القصص ويجيد البناء اللغوي والمقاصد في الروايات فيقيمها ناقدا متخصصا، ويبدع في قرائتها كأنه يعيش أحداثها.
الرواية تعبيرا عن النفس ورؤيتها للواقع الأجتماعي، الراوي يبدع كلما اتقن في ملاحظة ما يدور من حوله ويحللها نفسيا وأجتماعيا يسبكها في قوالب ادبية بلاغية إبداعية تجذب القارئ وتسحر الناقد، يبرز إبداع كاتب القصة والرواية عندما يجيد تصوير التمايز الأجتماعي والثقافي للبيئة التي يكتب عنها وعن شخوصها.
في عالم امتزج ما هو عالمي بما هو محلي من عادات وتقاليد ومعارف وثقافة يصعب فرز ما هو موروث ومكتسب بسبب العولمة الثقافية والتدفق المعرفي التقني، في هذا الواقع المختلط الخادع بصوره المتعددة ولوحاته الملونة ثقافيا وفكريا تبرز قدرة الكاتب المبدع على التصوير في دقائق الوقائع التي تتطلب معرفة عميقة ومتابعة ثقافية للمجتمع للغوص في نفسيات الشخصيات وعلاقاتها الأجتماعية وربطها بالأحداث وبتاريخها الموروث وإيجاد علل وأسباب حدوث الوقائع والأزمات العائلية والأجتماعية، هذا هو أسلوب وأتقان حسن الحجي المتفوق أدبيا والصاعد في سلم السرديات، هذا ما نراه في روايته الرائعة ”سفاح“ محورها عائلة مكونة من الأبوين وخمسة ابناء تصور الصراع النفسي في شخصيات الرواية مع ذواتها ومع بيئتها الاجتماعية، دخل الراوي في قضايا وأمور اجتماعية لا يريد المجتمع مناقشتها مثل الدعارة وأسبابها والعادات والتقاليد التي تجبر المرأة من الزواج حسب أوامر أسرتها، حاول الأستاذ حسن يكسر الحبكة التقليدية للرواية الأجتماعية، فأنتج من الروايات والقصص الكثير التي بها فرض وجوده عند المتخصصين قصصيا وادبيا.
الاستاذ حسن الحجي قاص وكاتب رواية رغم صغر سنه، بلغ عدد رواياته 11 رواية متميزة مكتوبة ومخطوطة منها: من تاريخ شعوب الخيال، الأعور الدجال، القلعة الخاوية جزأين و...، ومجموعة قصصية واحدة وكاتب سيناريوهات وله مسلسلات وأعمال تلفزيونية دراماية وكوميدية عديدة مثل أسرار وأحلام وورق مسموم.
بشهادة المتخصصين الاستاذ حسن كاتب متنوع في الرواية والقصة والشعر والسيناريو بارع ومبدع فيما يكتب، يتجدد عطائه الأدبي المتنوع كلما زادت ثقافته المتنوعة.