شهر رمضان العبادة والجوال
الكتابة لشهر رمضان لها طابعها الخاص فبكل ما تستطيع تحاول أن تنتقي الموضوع المناسب والعنوان الهام الذي يتناسب وأهمية هذا الشهر الفضيل.
فقد كتبت العطاء الإلهي في شهر رمضان وذكرياتهم في شهر رمضان وشهر الصيام أم شهر الطعام وشهر رمضان ربيع المؤمنين إلى غيرها من العناوين والمقالات المتعددة التي تصب في الحديث عن هذا الشهر الكريم وفضله.
وبما أننا ذكرنا فضل الشهر الكريم لابأس بأن نورد بعض الروايات التي تتحدث في فضله ‘ يقول الرسول الأعظم ﷺ في فضل السحور خاصة «تسحروا ولو بجوع الماء ألا صلوات الله على المتسحرين» [1] ، ويقول الإمام الصادق في فضل الإفطار خاصة «الإفطار على الماء يغسل ذنوب القلب» [2] .
وهناك روايات كثيرة في فضل شهر رمضان نكتفي بوضع رواية واحدة هنا للتبرك فعن الإمام الصادق قال «من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر له إلى قابل إلا إن يشهد عرفة» [3] .
ولعل القارئ الكريم يتساءل ما الهدف من طرح هذه الروايات في كل مرة أكتب فيها موضوعاً في الشهر الفضيل.
أما السبب الأول فواضح ومعروف وهو التبرك والاستشهاد بأقوال محمد وآل محمد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، وما السبب الآخر التعجب من الإنسان كيف يزهد فيها أي في مثل هذه الروايات والبشائر التي تحملها له ويتجه إلى غيرها من الملهيات والمغريات من الجوال وبرامج التواصل الاجتماعي والتليفزيون ومسلسلاته، ولنقف عند الجوال هذه المرة بعد أن سبق وكتبت موضوعاً مستقلاً عن المسلسلات «شهر رمضان بين الأدعية والمسلسلات» فلقد أصبحت المسألة الآن أنكى وأمر مع الجوال وبرامجه فلربما سابقاً يكون ليس هناك وقت أو فرصة لتبحث عن تليفزيون لتشاهده أم الآن فإن الجوال في متناول اليد دائماً وبرامجه تشغلك في كل ثانية وليس دقيقة أن لم أبالغ ففي الدقيقة الواحدة ربما تأتيك عشرات الرسائل ومن برنامج واحد فقط وهو «الوات ساب».
فكم ياترى سيشغلنا الجوال ببقية برامجه هذا خلاف الانترنت وبرامجه التي هي طبعاً تعمل بكل اقتدار على الجوال.
وقبل أن أنهي موضوعي أسأل سؤالاً صغيراً وهو لو قارّنا بين الوقت الذي نستغرقه في العبادة ولاسيما في الصلاة وحتى لو أضفنا إليها الأدعية اليومية وبين الوقت الذي نستهلكه على مثل هذه البرامج وهذه الأجهزة فما هو وجه المقارنة أو هل هناك مقارنة أصلاً.
فعلينا أن نغير نظرتنا من حيث علاقتنا مع هذه الأجهزة ولاسيما في هذا الشهر الفضيل وأن نعطيه حقه الذي يستحقه حتى ننال ما نستحقه من الأجر والثواب الذي أعده الله تعالى للصائمين القائمين في شهر الخير والغفران.