البيك تحارب الأجهزة الإلكترونية في مؤلفها الأول «كوكب كتاب»
حققت اليافعة فاطمة البيك ذات الثلاثة عشر ربيعًا أمنيتها في إصدار مؤلفها الأول «كوكب كتاب» والذي حاربت به عالم الإلكترونيات لتساهم في النهوض بأدب الطفل.
البيك صنعت لها عالمًا ثقافيًا خاصًا وهي التي ترعرعت ما بين والدٍ يمتلك مكتبة متنوعة وأم أسست لملتقى قرائي مع الأديبة نهى فريد لتبدأ بجذب الأطفال لهذا العالم من خلال حكايتها التي أصدرتها مؤخرًا.
واحتوت قصة البيك - التي بدا عليها الاستمتاع بعالم القراءة مذ كانت في الشهر السادس من عمرها - على رسالة توعوية موجهة للأطفال تحثهم من خلالها على القراءة لأنها نافذتهم ليروا العالم.
وفي 23 صفحة، تمحورت الفكرة الموجهة للأطفال في عمر السادسة حتى التاسعة حول حيرة طفل يُدعى «فارس» بين اللعب في الأجهزة الإلكترونية طوال اليوم والقراءة
وصدرت القصة والتي طُبع منها 500 نسخة عن طريق دار حكاية قمر.
وذكرت زكية العبكري «والدتها» والتي تعد مؤسسة ملتقى «حياة ثانية» بأنها ساعدتها في بلورة الفكرة فقط أما الفكرة الأساسية فهي من مخيلتها.
وبينت بأنهم عرضوا القصة على عمها محمد البيك لأنه مهتم بالكتابة وبعد ذلك تم عرضها على الشاعر حسين سهوان وكان لكل واحد منهم التفاتات وملاحظات أخذوا بها.
ونوهت إلى أن التنسيق كان بالدرجة الأولى في يد هاجر التاروتي صاحبة دار النشر والتي أمسكت الدفة لثقتهم الكبيرة بها حيث كانت تطلعهم على كل خطوة قبل أن تشرع بها.
وأشارت العبكري إلى أن الدافع وراء تأليف ابنتها لهذه الحكاية يعود لحبها للقراءة ونشر حب القراءة للصغار، كما أنها تشجعت حينما كانت تحضر استضافات للكُتّاب في برامج عضوية حكاية قمر اذ كانت عضو في مكتبة حكاية قمر لخمسة مواسم متتالية كما أنها حضرت ورشة عمل كتابة القصة القصيرة في المكتبة نفسها.
البيك والتي تعلقت بالكتب والقصص منذ كان عمرها 6 أشهر حين كانت تقرأ لها والدتها القصص، بدا عليها تفاعلاً جلياً، وعندما أتقنت القراءة أصبحت تقرأ بمفردها وكانت والدتها بدورها تناقشها في الأحداث.
وقالت العبكري بأن القصة كانت تمثل لابنتها أجمل مكافأة تحصل عليها حتى أفضل من أي لعبة او شوكلاته وكانت سعيدة جداً بتعلقها بذلك منذ كان عمرها سنة ونصف.
وتلقت البيك التشجيع من والدتها ووالدها اللذين اكتشفا شغفها بعالم القراءة والاطلاع، حيث كانت حينما تجتمع مع ابنة عمها كوثر تشكلان ثنائيًا مبدعًا جدًا، ويكون اجتماعهما مثمراً بكتابة قصة أو تنفيذ مسرحية فكانت لفاطمة قصصاً كثيرة من كتابتها مع رسومات بسيطة والقصة مرتبة على شكل كتيب صغير.
وأبدت العبكري قلقها في بادئ الأمر من فكرة كتابة ابنتها القصة ونشرها، مبينة عدم أخذها للموضوع على محمل الجد خشية ان تكون هذه الخطوة تحتاج جهد ومتابعة حثيثة، لكن والدها أصر على الإقبال على الخطوة بحماس شديد مهما كلف الثمن وبسقف عالٍ جداً.
وعبرت عن سعادتها بالتعاون مع صاحبة دار النشر هاجر التاروتي التي كانت متعاونة معهم بالدرجة في تيسير كل خطوات نشر القصة، موضحة شعورهم بالسعادة والمتعة مع كل خطوات إنتاج القصة من تحرير وتدقيق والحصول على فسح والبحث عن رسامة مناسبة، واخراج وتصميم وطباعة وتغليف.
وتحدثت عن سعادتها بالحراك الثقافي في القطيف الذي بدأ يزحف ويحقق نتائج مبهرة في الآونة الاخيرة، لافتة إلى كون هذا مؤشرًا رائعًا لنهضة أدب الطفل في مجتمع القطيف من جانب ووجود طاقات لكتابة ورسم قصص الأطفال من جانب آخر اذا تتوافر فرص جديدة ومثمرة.
ومن جانبها، بينت الكاتب اليافعة البيك افتخارها بهذا الانجاز الذي سيساهم في نشر ثقافة القراءة في المجتمع، وأنها استطاعت تحقيق امنيتها بأن يكون اسمها على احد الكتب.
وقدمت نصيحتها لأبناء المجتمع على القراءة واكتشاف مواهبهم، مضيفة «بلا شك هناك من سيرعاها لتتحقق امنياتهم على ارض الواقع».
يذكر بأن البيك والتي انتهت من تأليف قصتها وإعدادها لمدة عامين ستقيم حفل توقيع في شهر رمضان المقبل، كما إنها تطمح لإصدار سلسلة لقصص هادفة مستقبلًا