مشاكلنا في الشوارع العامة
كنت في طريقي راجعا من العمل إلى المنزل، فإذا بسيارتين «تتجاكران» مع بعضهما. في السيارة الأمامية السائق رجل في الأربعين من عمره، والأخرى احتمل ان يكون عمر سائقها في السابعة وعشرين. بينما هما كذلك اذ توقفا في وسط الطريق فقد ضاق قليلا بسب حفريات وعمال يشتغلون وانا خلفهما مباشرة. ثم نزل الرجل الأربعيني من سيارته متجها إلى السيارة الأخرى وفتح الباب ورفع يده ولطم الولد لطمة على وجهه وهو يصرخ عليه بطريقة مزعجة حيث كان يلعن في ام الولد وابيه. حينها نزلت من السيارة لكي احل المشكلة ولكن الرجل لازال يصرخ وهو راجع إلى سيارته بعدما عمل عملته السيئة. بعد ذلك، سألت الولد هل انت غلطان عليه، قال لا انما انا كنت خلفه طوال الطريق وهو يتمايل بسيارته مستخدما جواله ضربت منبه السيارة فانزعج مني، وصار يعاندني طوال الطريق إلى هذه اللحظة التي رأيتها.
في نفس اليوم مساء كنت امشي بسيارتي على كورنيش سنابس، فإذا بي بولد بنفس عمر السابق يمشي بسيارته عكس السير، نبهته بالأنوار العالية محذرا إياه من هذا التصرف فجاء بجانبي وقال لي خير أن شاء الله فقلت له طريقك غير سليم يا ولدي فقال انما انا اريد اخرج من المخرج القريب فقلت لا يضرك لو تأخرت قليلا افضل من المخالفة التي قد تروح منها ضحية انت او غيرك ولا تنس بأن هناك سيدات يقدن السيارات قد تكن احداهن جديدة على قيادة السيارة فاحترس يا عزيزي فرد علي بكل أدب ان شاء الله يابوي.
من خلال القصتين السابقتين نستطيع ان نخرج منهما بكثير من الفوائد والعبر، لا اجزم قاطعا بأن الشاب الأولي ما اخبرني به صحيحا، لكن معالجة الموقف من الاربعيني لم تكن سليمة، فيها من العنف الذي لا يتناسب مع عمره ابدا، حتى وان كان الشاب غلطان عليه. فالأحرى به ان يتسامى عن هذه التصرفات التي لا تليق باي شخص كان، لان العنف يولد العنف المضاد. فهناك قصص مشابهة قد يتصرف الشاب بشي من العنف المقابل لا تحمد عقباه، فلو تصرف بتصرف القصة الثانية بلين أو ترك الامر وراح في طريقه لكان افضل للجميع فلكل فعل ردة فعل لا ننس هذه النظرية.
الخلاصة أن الشارع هو عام للجميع ولذلك فإنه توجد قوانين مرورية لابد ان نلتزم بها وهناك اخلاق حميدة علينا ان نتحلى بها في جميع تصرفاتنا ومنها احترام بعضنا لكي نرتقي ونسلم.