التغريد ومسؤولية المثقف
كشف الدكتور سعود كاتب الأسبوع الماضي في محاضرته عن “الإعلام الجديد وقضايا المجتمع” أن عدد التغريدات التي يطلقها مستخدمو الإنترنت في السعودية على تويتر يصل إلى 50 مليون تغريدة شهرياً. وهذا دليل على أن التغريد على تويتر أصبح من هواجس مستخدمي الإنترنت الذين يصل عددهم إلى 14 مليونا وخمسمائة ألف في السعودية.
بدورهم مشاهيرنا قاموا بالدخول ضمن الأرقام القياسية لعدد المتابعين، وكشفت بعض الشركات أنهم يقومون بشراء الأصوات «للمتابعة». إذن لو دخل هؤلاء صناديق الاقتراع كم سيدفعون؟
ليس هنا باب القصيد، فما أردت الحديث عنه هو هذا اللسان الذي يقول عنه الإمام علي “بلاء الإنسان في لسانه”، وكثيرٌ من مغردي تويتر، لاينتقون مفرداتهم في الحديث، أو مواضع الكلام، المهم لديهم أن يقوموا بفعل التغريد، كي تظل أسماؤهم وصورهم حاضرة، وقد علمت من أحدهم بأنه يقوم بالتغريد «كل ساعة»، كي لايُقال عنه بأنه خارج السرب، فيقوم بالتغريد “كل ربع ساعة” وإذا لم يجد شيئا يقوله كتب أنه سيختفي عن متابعيه بسبب دخوله «…»، أو أنه ينقطع لأداء الصلاة.
أي نوع من هؤلاء الناس الذي أصبح لا عمل لديه غير “تويتر” ليس لمتابعة ما يجري، بل للحديث في كل شيء حتي يتحول، هذا الاسم الذي كنا نضع له وزنا ذات يوم إلى مجرد «لوح زجاج مشروخ».
قلة هم من يمارسون دورهم التنويري في الكتابة “التويترية”، وهذا ما أحترمه في المفكر الدكتور إبراهيم البليهي، وهذا ما أعتبره تطبيقاً لقول الإمام علي حينما قال “من قوّم لسانه زان عقله”. كم “تغريدة” قالت لصاحبها دعني. لذا علينا أن نعي بأن هناك دورا تنويريا يقدمه المثقف من خلال تلك التغريدات، الذي بدوره يجب أن يحترم عقول الآخرين كي يستطيعوا احترامه.