فنّ العتاب
في علاقة الإنسان مع الآخرين قد يواجه تصرفاً لا يعجبه، فيقرر ان يعاتب من فعله، لكن هناك مرحلة ينبغي أن تسبق العتاب وهي: كيف سأعاتب أو فن العتاب.
عليك أن تأخذ مستوى وظرف الطرف الآخر عند معاتبتك له، فلا تعاتب ولدك الصغير كما تعاتب الكبير الناضج المدرك، ولا تحاسب العامل الأجنبي إن أخطأ في فهم ما تريد كما تحاسب أبناء لغتك والعارفين بلهجتك..
لذلك ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: عَاتِبُوا أَرِقَّاءَكُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُوْلِهِمْ.
وينبغي أن تكون لبقًا في معاتبتك، تتحدث بهدوء دون صراخ أو انفعال، فذلك لن يكون عتاباً وإنما سيصبح مشاجرة.
ومن المفضل أن تبدأ عتابك بذكرك إيجابيات من تعاتبه ليكون أكثر تقبلًا وتجاوبًا مع عتابك، وكما قيل: امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب.
وتجنب الاستفزاز في معاتبتك والتعنيف والتوبيخ؛ لأنّ ذلك قد يدفع الطرف الآخر لردّ فعل سلبي، كما ورد عن الإمام علي : «الْإفْراطُ فِي الْمَلامَةِ يَشُبُّ نارَ اللَّجاجَةِ»، وقال : إِذا عاتَبْتَ فَاسْتَبْقِ.
ومن الخطأ تكرار العتاب في ذات الموضوع؛ لأنه قد يثير في نفس من تعاتبه روح التحدّي، فيستمر على خطئه، مما يفقد العتاب تأثيره.
ورد عن الإمام علي : إيّاكَ أن تُكَرِّرَ العَتبَ؛ فَإِنَّ ذلكَ يُغري بِالذَّنبِ، ويُهَوِّنُ العَتبَ.