آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

الحكيم نوفليوس

جاء ذكر الحكيم نوفليوس في الأدبيات التي تعرضت لتاريخ انطاكية وهي في الشمال الوسط لسوريا جنوب جبال الأوراس، وقد تمتد غربا الى البحر الأبيض المتوسط، وقد كان لهذه المنطقة من الأهمية القصوى في تشكيل الحضارات والثقافات والديانات.

كانت جزء لا يتجزأ من املاك الكنعانيين ومن بعدهم حفدتهم الفينيقيين ومن بعدهم حفدتهم السريانيين بمختلف مذاهبهم المسيحية. فان مدينة استطانبول هي في الحقيقة:

القسم الآسيوي هو حدود ملك الفينيقيين «الكنعانيون» اجداد الإغريق واجداد العرب الشماليون العدنانيون «العرب العاربة» اَي ان ارض أجداد العرب كان حدودها من الشمال الغربي هو مضيق البسفور وان كامل هضبة الأناضول هو في ملكهم. القسم الأوربي هو بيزنطة التي بنيت تتويجا للحضارة التي توصل اليها الأغريق ولشغفهم وحبهم ان يجاورا ارض اجدادهم الفينيقيين!

كما وقعت هذه المنطقة في حكم الأغريق وتنافس عليها الفرس، ومن بعدهم وقعت في حكم الرومان، وكونت مع حلب وحماة حدود حكم الدولة الحمدانية التي انشقت وثارت على الدولة الفاطمية وكونت حلفا مع دولة الجنابي القرمطية في الأحساء.

حديثنا هنا عن انطاكية ما قبل بعثة المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام وما بعد البعثة. فقد كانت انطاكية محل تنافس الرهبان بمختلف مذاهبهم في إقامة الأديرة والكنائس على أراضيها في الفترة التي سيطرت اللغة الأغريقية على السجلات والدواوين، فقد قام الأغريق بإعطاء اسماء إغريقية على الأشخاص والمدن والأماكن فدلالة الأسم عربية ”نوفل“ وأضيف اليه ”يوس“ نوفليوس «نوفل + يوس» الإضافة الإغريقية الدالة على انه اسم علم!، كما هي ال التعريف في اللغة العربية، وهذا العرف الإغريقي أخذ من الحضارة الفرعونية فلهم قواعد في هذا!.

سيطرة اللغة الأغريقية على التدوين أمتدت الى السجلات والخرائط وحورت كل اسماء الاعلام من شخصيات ومدن الى اللغة الأغريقية وقد حدث ذلك 500 سنة قبل الميلاد واستمر الى القرن الثاني بعد الميلاد، بعدها نشط السريانيون من اتباع المسيحية في التدوين باللغة السريانية كي يفهم العهدين القديم «التوراة» والجديد «الإنجيل» وكانت الفرق والمذاهب التي انبعثت في المسيحية مدعاة الى تطور اللغة السريانية التي كان عدد أحرفها 22 خرفا، أن بدأت في عهدهم، القساوسة والرهبان السريان حركة تشكيل الأحرف وتنقيطها وليس في عهد ابو الأسود الدوئلي كما يشاع!.

وقد وصف جد النبي محمد ص، قُصي واسمه الحقيقي ”نوفل“ بالحكمة والشجاعة وبالحنكة الإدارية، فله الفضل في تجديد إيلافات قريش مع ملوك وأباطرة أهل زمانه، فهل هناك علاقة بينه وبين نوفليوس الحكيم بأن يكون الإسمين هما لشخص واحد، وأن القصة التي حيكت حول تسمية الفتى المقصي عن أهله ب ”قُصي“ ما هي إلا أكذوبة تستر من اخترعها خلفها لطمس دلالات كبيرة وعظيمة تتحدث عن أمجاد هذه الأمة التي امتدت سلطانها من مضيق هرمز الى مضيق البسفور!!!.