هيئة الترفيه.. هذه مطالب القطيف
أظن أن معظم السعوديين والسعوديات تابعوا بشغف مؤتمر معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، تركي آل الشيخ، وفرحوا - كما فرحت - بالكم الكبير والنوعي من الإتفاقيات والمبادرات التي أعلن عنها خلاله. الهيئة العامة سبقت هذا المؤتمر بدعوة عامة للمواطنين بتقديم مقترحاتهم للنشاطات الترفيهية التي يريدونها، وأود هنا أن أقدم شكري الجزيل للهئية، وبعض المقترحات البسيطة في التكلفة والعظيمة في الأثر.
لكن قبل تقديم المقترحات، أود أن أعلق على ما يدور في وسط وسائل التواصل الإجتماعي من انتقادات غير مباشرة للزخم الإعلامي الذي اعتاد معالي المستشار تركي آل الشيخ استخدامه لعرض مبادراته في هيئة الرياضة من قبل، وفي هيئة الترفيه الآن. اذ يظن البعض أن هذا الزخم مبالغ فيه، وأظنه في الحقيقة ضروري جداً من الناحية الإقتصادية. فالإعلان القوي الذي يرافق كل مجموعة مبادرات والذي يتطرق للكثير من التفاصيل المهمة في كيفية القيام بتلك المبادرات، يعطي المستثمرين العالميين، فضلا عن المحليين، ثقة عالية في جدية هذه المبادرات، واستمراريتها. وهذا ينعكس ايجابا على زيادة عدد المستثمرين المتنافسين على الدخول للسوق السعودي، وبالتالي ينتج عنه فعاليات أفضل، وعدد وظائف أكثر.
أعود الآن للفعاليات التي أقترحها، وأولها مهرجان الدوخلة. لعل الكثير من القراء سمع بمهرجان الدوخلة ويعرف أنني لن أقترح فكرة جديدة هنا! مهرجان الدوخلة هو أكبر مهرجان في الساحل الشرقي للملكة أقيم في بلدة سنابس في جزيرة تاروت، بأيادي توطوعية بالكامل، واستمر لسنوات يعرض التراث الشرقي للملكة العربية السعودية وبالأخص تراث البحارة، وفي مقدمتهم بحارة سنابس ودارين. كما قدم الكثير من الفعاليات الترفيهية والثقافية لمرتاديه. توقف هذا المهرجان قبل أعوام قليلة بسبب العجز المالي. وأدعو هنا هيئة الترفيه الى تبني هذا المهرجان، واعادته بحلة جديدة أكثر احترافية، وأكثر جاذبية، ليستهدف شريحة أكبر من المرتادين.
مقترحي الثاني متعلق بالرياضات البرية «التخييم والتطعيس»! الكثير من الشباب يقصدون الصحاري على مدار العام، ويزداد عددهم في مثل هذه الأجواء الجميلة، لممارسة هذه الرياضة التي تميز بها الخليج عن باقي العالم. أدعو الهيئة لتنظيم هذه الرياضات، واستثمار البراري الواسعة والجميلة بحيث يفتح المجال للمستثمرين بتنظيم رحلات تخييم وتطعيس لغير المختصين من المواطنين والسواح الأجانب بمقابل مادي، كما هو معمول به في بعض مدن الخليج، وفي نفس الوقت، تنظيم المساحات الباقية والمتاحة مجانا للناس، للمحافظة على نظافتها ونقاء رمالها وجعلها أكثر أمانا لمرتاديها مع استمرارية فتحها للاستخدام العام بدون أي مقابل مادي. ولعل العائد من المناطق المستثمرة يغطي تكالف العناية بالمناطق غير المستثمرة.
مقترحي الثالث، حلبة سباق سيارات في المنطقة الشرقية مشابهة لحلبة الريم في الرياض. فالمنطقة الشرقية، وخصوصا محافظة القطيف، تزخر بعدد كبير من هواه ومحترفي سباقات السيارات.
مقترحي الرابع، لعله الأصعب، لكنه الأجمل، ولن يصعب على مفاوض من الدرجة الأولى، كمعالي المستشار تركي. انشاء حديقة وطنية على مساحة واسعة من صحراء المنطقة الشرقية، يتم من خلالها الإستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة، لري هذه الحديقة «أو الغابة ان صح التعبير»، كما يتم دعوة المواطنين للمشاركة في الزراعة حتى ينمو لدى الجميع حس المحافظة عليها للأبد. هذه الحديقة يمكنها أن تشتمل على الكثير من الفعاليات ضمنها، كرياضة ركوب الخيل وغيرها. كمها أنها ستشكل مصدر رئيس لتنقية هواء المنطقة الشرقية وصد الغبار عن الأحياء السكنية، وخفض درجة الحرارة. مشروع بهذا الحجم يحتاج لسنوات طويلة لإنجازه، كما يحتاج لتنسيق بين الكثير من الوزارات، ولذلك افترضت أنه الأصعب.