تتلوّى كاف التشبيه.. دراسات في تجربة حسن السبع
صدرَ عنْ دارِ مسعى للنشرِ والتوزيعِ كتابٌ بعنوات: "تتلوّى كافُ التشبيهِ، دراساتٌ في تجربةِ حسن السبع، الكتابُ منْ إعدادِ حسين الجفّال، شاركَ فيهِ كلٌّ منَ الدكتور فهد حسين، الدكتورة ميساء الخواجة، الدكتور سعد البازعي والدكتور محمد حبيبي.
وممّا جاء على غلافِ الكتاب: ليسَ المرورُ على تجربةِ الشاعرِ والكاتبِ الراحلِ حسن السبع بالأمرِ اليسيرِ، كمَا ليسَ منَ اليسيرِ تجاوُزُ مثلَ هذهِ التجربةِ، دونَ العنايةِ بها، وقراءتِها، والاهتمامِ بِمُنجزِها؛ ذلكَ أنَّ تَفَرُّدَ هذهِ التجربةِ، في تَعَدُّدِ أشكالِهَا، وبُنَاها، ومَراجِعِهَا، يجعلُهَا بالرغمِ منْ غِناهَا مُحَيِّرَةً ومُدهشةً.
تجربةٌ عريضةٌ لكنْ ليسَ في اتّساعِ رُقعتِهَا على الكتبِ، فهوَ لم يكتُبْ سوى أربعةِ كتبٍ شعريةٍ، وروايةٍ واحدةٍ، وكتابِ مقالاتٍ، وهذا ليسَ كثيراً بالنسبةِ لكتَّابٍ من جيلِهِ أصدروا ضعفَ عددِ ما أصدرَ منْ كتبٍ أو أكثرَ، لكنَّ تجربتَهُ تظلُّ أعرضَ من تجاربَ كثيرةٍ، عريضةً في سعةِ مراجعِهَا، واتساعِ الآفاقِ التي يَستشرفُهَا حينَ يكتبُ، حيث بوضوحٍ يتجلَّى لقارئِ حسن السبع أنّهُ الكاتبُ المطّلعُ، الكاتبُ القارئُ، والموسوعيُّ، الذي يبثُّ في نصِّهِ سواءٌ كانَ هذا النصُّ قصيدةً أو مقالاً أو سرداً كَمًّا وافراً منَ الرموزِ والدِّلالاتِ والإحالاتِ التي تُحيلُ إلى كتبٍ أو تواريخَ أو أحداثٍ أو مَعْرفةٍ بشكلٍ عامٍّ.
وهذا النوعُ منَ الكُتَّابِ رغمَ سهولةِ تَلقِّيهِمْ لدى القارئِ، ومتعةِ القراءةِ لهم، وغِنى ما يقدمونَهُ، لكنّهُمْ يُشكّلونَ للمهتمِّ الذي يودُّ الكتابةَ حولَ نصِّهِمْ تحدياً ومغامرةً، لأنّهُ نصٌّ لابدَّ يأخذُهُمْ إلى عوالمَ أبعدَ مما هو على السطحِ، إنّهُ النصُّ الذي يقودُ قارئَهُ داخلَ أدغالِ المعرفةِ، ولابدَّ حينَ تُرافقُهُ أنْ تكونَ جاهزاً للمغامرةِ، ومستعداً لها.