آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

المعلم حجر الأساس في بناء الأجيال

كمال أحمد المزعل *

في كلمته في الأمم المتحدة في الدورة 73 - حيث يلقي ممثلوا دول العالم كلماتهم السنوية - في الخامس والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، أشار مانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا، والذي سيرأس مجموعة السبعة خلفا لكندا للفترة القادمة، وهي أكبر مجموعة اقتصادية على مستوى العالم، أشار الى مجموعة من القضايا المهمة على مستوى العالم، كحقوق الانسان والاهتمام بوضع المرأة، والاهتمام بارتياد الطلبة للمدارس ومكافحة الفقر، وغيرها من الامور التي يرى أن فرنسا مسئولة عنها ومسئولة عن دعم مختلف شعوب العالم.

الا أن اللافت في الأمر وانا استمع الى كلمته، أنه ركز على ضرورة تدريب المعلمين، والى التدريب المهني، وهنا نقف عند كلمة تدريب المعلمين، فعندما يقف أحد ابرز قادة العالم والذي يقود مجموعة السبعة، ويؤكد على ضرورة تدريب المعلمين، فان ذلك وبلا أدنى شك يشير الى أهمية المعلم في مهمة تطوير المجتمعات وتقدمها والعمل على حل مشاكلها، وأهمية جانب التدريب بالنسبة للمعلم، من هنا وقد مرت علينا ذكرى اليوم العالمي للمعلم، والتي صادفت الخامس من شهر اكتوبر الماضي، هذا اليوم الذي يتخذ كمناسبة سنوية في كل عام، فاننا بدورنا يجب أن نلتفت الى أهمية المعلم ودوره ونوليه اهتماما أكبر، لما لذلك الأمر من أهمية قصوى على مجتمعاتنا، وإذا كانت الجهات الرسمية تتحمل القسم الأكبر من المسئولية في هذا الاطار، فتدريب المعلم وتطويره هي من مسئولية الجهات الرسمية تحديدا ونتمنى أن توليها الاهتمام اللائق بها، إضافة الى الاهتمام الأوسع بالمعلم، عبر الرفع من مستوى دخله المادي وتحسين بيئة عمله، وعبر حمايته من الكثير من المخاطر التي يتعرض لها أثناء التدريس وقد سمعنا عن الكثير من الحوادث المؤسفة التي تعرض لها بعض المعلمين، في فترات سابقة، الى غير ذلك من الامور الكثيرة التي هي بيد الجانب الرسمي.

الا انني لا بد أن أشير أيضا الى ضرورة أن يتحمل المجتمع الأهلي الجزء الآخر الذي هو تحت تصرفه وضمن قدراته وامكانياته، لكي لا نتساهل في الأمر ونرمي بالمسئولية على الجانب الرسمي فقط، ولعل الدور المنوط بالقطاع الأهلي الذي يمكنه القيام به، يحتاج الى جلسات من النقاش والندوات وورش العمل، للوصول الى أبرز الأمور التي يمكن المساهمة فيها لدعم المعلم، ولكننا يمكن أن نشير بشكل سريع الى عدة أمور منها، التواصل مع المدرسة والمعلمين لمعرفة احتياجاتهم،، فخط التواصل بين الآباء والمدرسة والمعلمين ضعيف، ويحتاج الى المزيد من الإهتمام والتوجه، وضرورة إظهار الآباء لاحترامهم المعلمين، وحث الأبناء على ذلك بمختلف السبل، وبعد ذلك تكريم المعلمين وتقديرهم وتشجيعهم بمختلف الوسائل وفي مختلف المناسبات، ولعل ما يقوم به نادي الخليج بسيهات لسنوات عدة، من تكريم لمجاميع من المعلمين هي سنة حسنة ومطلوبة وتصب في نفس الاطار، مع امنياتنا أن تسير المدن الأخرى في الاتجاه ذاته مساهمة ودعما للمعلم.

نتمنى فعلا أن نبحث عن مختلف السبل التي تدعم المعلم وترفع من مكانته، فالمعلم فعلا هو حجر الأساس في بناء الاجيال، وبالتالي النهوض بالامة وتطويرها وتقدمها، لان ذلك يعود علينا بالخير والفضل الكثير لنا ولأبنائنا ولمجتمعنا، وبالله التوفيق.

سيهات - عضو مجلس بلدي سابق - راعي منتدى سيهات الثقافي