كيف اخترت تخصصي؟ الحقيقة التي لا تقال!
إن اختيار التخصص عادة يكون في سن الثامنة عشرة وهي بداية دخولك للجامعة أو بعدها بسنة. في هذه السن الحرجة يكون وجهك ممتلئ ببثور حب الشباب ويكون عقلك في أقصى درجات الرعونة. كل أفكارك تبدو جنونية مهما حاولت تهذيبها. كل عوامل التشتت والضياع تتجمع فيك. ترغب في الاستقلال وتريد أن تبرهن أنك تقرر وتنفذ. لديك رغبة جامحة لتغيير الكون ولإثبات أنك على حق. عضلاتك أصبحت قوية وصوتك خشن وقد خطت شواربك بشكل متناسق. لديك عاطفة جياشة تجرفك الى كل مكان. مستعد للذهاب إلى آخر النفق مهما كلف الأمر.
في هذه المرحلة الحرجة ووسط كل هذا الضجيج والشتات في عقلك، تقدم على أهم خطوة في حياتك البائسة. انها اللحظة الحاسمة التي تختار فيها تخصصك. السؤال العظيم، سؤال المليون دولار، ماذا علي أن أفعل؟
الجواب التقليديى سيكون، انظر ما ذا تحب، ما هو المجال الذي تجد نفسك فيه مبدعا واختره. هذه الإجابة لن تنفعك أبدا. فأنت كالظمآن الذي شرب من ماء البحر. ما زادته شربته إلا ظمئا. فأنت في الحقيقة لا تعرف ولن تعرف ما تحب. ستجد نفسك لحظتها تحب كل التخصصات.
في الحقيقة لا أملك جوابا مقنعا. فقد كنت محتارا جدا. ما فعلته حينها كالتالي، اخذت كتيب يوم المهنة وبدأت بإحصاء الوظائف المطلوبة فوجدت الهندسة الكهربائية هي أكثر وظيفة مطلوبة. لذلك اخترت هذا التخصص. كنت أرغب فقط أن يبدو اختياري منطقيا قدر الإمكان. كذلك كنت أحلم أن التحق بشركة أرامكو بعد التخرج. هذه هي كل الحكمة التي أدركتها حينها. لم تكن كافية أبدا ولم يكن الخيار الأفضل.
في الحقيقة المرحلة الأهم بالنسبة للطالب الجامعي هي ماذا سيفعل بعد اختيار التخصص. مهما كان اختيارك غبيا فلا تقلق، فقط اجتهد لتنهي هذه المرحلة المرة بأعلى معدل ممكن. إذا كان ولابد وقررت أن تغير تخصصك فافعلها باسرع وقت واخرج بأقل الخسائر.
حين يسألني طالب اي التخصصات أفضل للتوظيف. أقول لهم،
هل تحملون هم الزواح الآن؟ هل يخشى أحدكم ألا بتزوح؟
بالطبع لا. وكذلك الوظيفة طال الزمان أو قصر، في نهاية الأمر ستتوظف. مهما كان تخصصك.