هل غيرت عاداتك لتكون سعيدا؟
من عجائب الحياة، بل من عجائب الانسان، أنه يشتكي دوما من ”الروتين“ بينما هو من ساهم في صنع ”الروتين“ لنفسه، وبالتالي يشعر بالملل والسأم، ثم ربما ينجر نحو الإحساس بالتعاسة... لا شك بأن الاحتباس للروتين هو من صور التعاسة وان من أبواب الدخول للسعادة السعي الدائم لتغيير وكسر الروتين... وهناك فرق بين روتين متغير وروتين ثابت... الثاني قاتل يقود للتعاسة والأول مبدع ويقود للسعادة
أن تكون حبيسا للروتين الثابت فأنت اقرب للتعاسة، أما أن تكون مكررا للروتين المتغير المبدع فأنت أقرب للسعادة كالذي يكرر حفظ وتجريب المعادلات الفيزيائية أو الرياضية أو الكيميائية أو الهندسية بشكل يومي كي يكون متخصصا فيها، هذا التعود يجلب الجديد للنفس يوميا فينعشها... اما الروتين التعس فهو بلا انتاجية أو جديد في حياة الفرد أو المجتمع...
حتى على صعيد الجوانب القيمية والمعنوية للفرد والمجتمع والأمة؛ ربما تقوم العادة ويقوم الروتين بتحويل المواقف الإيجابية واللمسات الجميلة إلى مواقف وامور سلبية بحكم التعود والروتين كالحب والكوميديا والعطاء والابتسامة... لذا من المهم أن لا تبقى تلك الحالات والمواقف جامدة غير متجددة، في التفاصيل الدقيقة وفي طرق ووسائل الاستمتاع بها...
من الممكن أن تكون السعادة مجموعة من العادات المتغيرة بشكل مستمر، سواء على صعيد الفرد أو المجتمع أو الامة، ولكن الأمر منوط بالمراجعة المستمرة للعادات اليومية للإنسان، ومن ثم العمل على تعديلها، تغييرها، تطويرها، إيقافها مؤقتا، المهم أن لا تكون بنفس الطعم واللون والرائحة...
قليلون الذين يراجعون عاداتهم اليومية، وأقل منهم الذين يعملون على تغييرها أو تطويرها.. بل بعضنا، ومن باب الاهتمام المضاعف بالتنظيم والاستقرار والنظافة، يضفي على حياته، بل يفرض على نفسه وحياة من يعيشون معه أو يحتكون به، يفرض نظاما من الروتين المقزز، والعادات المنفرة، هؤلاء يريدون خيرا فينتجون سوء... فهل فكرنا في تغيير عاداتنا لننعم بالسعادة المتجددة؟؟!!
في المقطع المرفق فكرة صامتة ربما تسهم في إيضاح فكرة الموضوع مع التحفظ على إيحاء بعض من المحتوى