«إثراء» مركز للمعرفة والثقافة
لشركة أرامكو السعودية دور مشهود في نشر الثقافة والمعرفة في المنطقة الشرقية منذ نشأتها بشكل عام، وأولت الجانب الإعلامي اهتماما كبيرا للتواصل والتفاعل مع مختلف شرائح المجتمع. فقد أسست أول قناة تلفزيونية تبث من الظهران، وكانت تعرض أعمالا فنية متنوعة، كما جمع ووثق فريقها الإعلامي العديد من الانتاجات الفنية المتميزة حينها. واستخدمت هذه الوسائل الفنية المتنوعة في توعية وتثقيف المجتمع حول مكافحة الأمراض المنتشرة حينها، ونشر الوعي الصحي بين المواطنين والمقيمين. وكانت فرق التوعية الصحية تتجول بين المدن والقرى لهذا الغرض ولتقديم اللقاحات المضادة للأمراض المنتشرة في ذلك الوقت.
وجاءت بعد ذلك مجلة «قافلة الزيت» الشهرية التي تحولت لاحقا إلى «القافلة» مستقطبة كتابا محليين وآخرين من خارج المملكة في مختلف فنون ومجالات الثقافة والعلوم، وفي مراحلها الأخيرة أصبحت متميزة بإخراجها الفني اللافت وبمضمونها الثقافي المتميز. وكذلك الصحيفة الاخبارية الأسبوعية التي كانت تنشر أخبار الموظفين وإنجازاتهم والفعاليات الاجتماعية لهم داخل الشركة وخارجها، إضافة إلى برنامج المكتبات المتنقلة.
وجاء تدشين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «مركز إثراء» ليكون من أبرز المعالم الثقافية الفاعلة في المملكة بشكل عام، حيث يحتوي على العديد من القاعات لاستضافة المهرجانات والمتاحف والمعارض الزائرة والمؤتمرات والاحتفالات. وبالإضافة لقاعة السينما، فإن المركز يضم مسرحا فيه 900 مقعد ليحتضن العروض الفنية المحلية والعالمية، ويستضيف الفرق الفنية والمسرحية من مختلف دول العالم.
ويتكون المتحف من عدة معارض وصالات تشمل الفنون المعاصرة، وتراث المملكة وثقافتها المتنوعة، وحول الحارة الاسلامية وفنونها، وعن التاريخ الطبيعي والعلاقة بين الأشخاص والبيئة. كما يهتم مركز الابتكار ليكون منصة لإبداع الشباب السعودي الطموح، وتنمية الاقتصاد المبني على الابتكار. وبالإضافة إلى أرشيف صناعة النفط في المملكة، فقد صممت مكتبة المركز لتكون تفاعلية لتضم نصف مليون كتاب باللغتين العربية والانجليزية.
وينظم المركز فعاليات منتظمة من بينها برامج التعلم المستمر، ومتحف الطفل، وبرنامج «إثراء لاب»، وفوق كل ذلك مسابقة «اقرأ» الوطنية. هذه المسابقة السنوية المتميزة استقطبت وحفزت العشرات من الشباب والشابات في نسخها الخمس الماضية بهدف رفع مستوى المهارات الكتابية والخطابية لدى الشباب المشاركين عبر إعداد محتوى لخطاب يتم إلقاؤه أمام الجمهور ولجنة التحكيم، ويكون حول فكرة مستوحاة من أحد المقروءات بعد التأهل للوصول إلى هذه المرحلة.
شارك في المسابقة طوال سنواتها الخمس حوالي 50 ألف شاب وشابة من المواطنين والمقيمين، حيث يتم اختيار «قارئ العام» و«قارئ الجمال» من بين المتسابقين من طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعية.
هذه الجهود الكبيرة والمهمة التي تبذلها شركة أرامكو السعودية في المجال الثقافي والاجتماعي ينبغي أن تتواصل وتنمو حسب تطورات المجتمع وشبابه اليافع، ولا ينبغي لها أن تتوقف عند هذا الحد بل يمكن لها أن تتفاعل مع الجامعات الموجودة في المنطقة والمدارس والأندية الثقافية والأدبية كي تخلق في مجموعها بيئة ثقافية واعية تولد حراكًا ثقافيًا ناضجًا.