آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 12:16 ص

”ليت كل العام.. محرم الحرام“

فاطمة القروص


ما إن يهل شهر محرم الحرام ملقٍ بظلال أحزانه، حتى ينبري شيوخنا وابنائنا.. ورجالا ونساءا.. شباب وشابات.. صغارا وكبارا.. مسارعين للمآتم تتطوعا للخدمة الحسينية وإحياء هذه الشعيرة السنوية..

وبفضل الله وبفضل هذه الدماء الشابة ارتقت الخدمات في عشر عاشوارء إلى مستوى عال من النجاح على جميع الأصعدة وفي كل المنطقة لما يقدم من خدمات جليلة لإنجاح إقامة هذه الشعائر بأمان ويسر، برغم الأعداد الهائلة من مرتادي هذه المآتم..

والملفت أن التطوع لا يقتصر على فئة معينة من الأعمار وكل له دوره.. من تنظيم.. وتفتيش.. وضيافة.. وحتى النظافة داخل المأتم.. غير مبالين لتغيرات الجو.. من حر.. أو برد.. أو مطر.. بقصد الأجر والثواب من الله سبحانه.. ورسوله.. وآل البيت عليهم أفضل الصلاة والتسليم..

ضاربين أعلى المثل في التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع..

فالمفتشات مثلا والحق يقال يتمتعن بالصبر واللياقة والتحمل على كثرة الزحام برغم مايتعرضن له أحيانا من البعض اللاتي يرفضن التفتيش بحجة أنهن لا يحملن شيء أو بحجة أنهن شخصيات معروفة وليس هناك داعي لتفتيشهن.. ويقابلن ذلك بسعة صدر وخلق دون تذمر..

أما منظمين الخروج والدخول يستخدموا أفضل العبارات مثل «أمي.. اختي» بحيث نتمنى أن لا تنقضي العشر المحرم.. لما يتمتع به أبنائنا وبناتنا من خلق رفيع وتهذيب وحسن تعامل وهذا ليس استنقاص بأخلاقهن طوال العام إنما ذكر تأثير مبادئ أبا عبدالله ونتاج ثورته التي ضحى من أجلها بروحه..

ولكن هناك ملاحظة أود التذكير بها لبناتنا ونسائنا بوجه خاص.. المستمعات والمفتشات..

عند الإنتهاء من المأتم..

من مبادئ أبي عبدالله التي ضحى من أجلها:

1 - المحفاظة على الحجاب والستر ولو كن لا يضعن غطاء على الوجه وهذا ليس عيبا بحد ذاته إذا التزمنا بالضوبط الشرعية

2 - عدم رفع الأصوات أو الضحك بصوت مرتفع ملفت للأنظار

3 - عدم الوقوف لفترة طويلة من غير سبب يستدعي الوقوف

4 - عدم قصد أماكن التوزيع بقصد أخذ البركة مما يسبب الزحام وإرباك المرور..

حيث يتزامن خروج الجميع رجالا ونساءا.. وليكن قدوتنا الفاطميات في الحياء.. وزينبيات في الحجاب..

لنعطي صورة مشرفة لإحيائنا هذه الشعيرة في الوقت الذي توجد فيه أنظار العالم موجهة إلينا ترقب مانصنع.. وتصطاد في الماء العكر.. فلنضيع عليهم هذه الفرصة..

بالنسبة لبعض الشباب:

المحافظة على حرمة المناسبات بشكل عام سواء في العشر أو غيره

عدم التلفظ بألفاظ لا تليق بالتربية والأخلاق واستخدام بعض المواصلات استخدام سيء يسيء لكم ويعرضكم والآخرين للخطر..

وأخيرا:

اتمنى أن تأخذ هذه الالتفاتة للمصلحة العامة.. وفقنا الله وإياكم لإحياء هذا العام وكل عام.. بيسر وآمان.. وللقائمين.. والداعمين لهذه المآتم بالخير والبركة في المال والأولاد.. إنه سميع مجيب.