آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

أمرٌ لا بُدّ منه!

فؤاد الجشي


قال الشاعر:

دع الأيام تفعل ما تشاء وطبْ نفساً بما حكم القضاء

الحياة وما تحتوي ليست ملكاً لك وحدك على هذا الكون، إنّها معادلات صعبة لا تدرك حتى آخر يوم نفضَت فيه الغبار وذهبت إلى واقع آخر، لكن عليك أن تجتهد كما يفعل المجتهدون في وضع نمط معيّن للقوانين التي يحتاجها البشر في حياتهم اليومية مستخدماً الإدراك الحسي الجزئي وليس الواقع الذي تتمنى أن يكون.

وربما هناك أيضاً غفلة عندما تستخدم العاطفة على حساب العقل الذي يناديك في وقفة أن يأخذك إلى الطريق الآخر، مما يجعلك تسقط في مضائق تُجبرك أن ترتد إلى الخلف مستخدماً أدوات الحفر للتوسعة والمرور مع من تحب، ومع تلك الآفاق يستمر الوقت إلى صفحات أخرى برغم الألم التي يتذوقه الإنسان كلّ يوم معتقداً أنّ الحياة مغامرة جميلة تستحق أن تُبصَم يومًا ما، تقرأ إلى الآخرين ما فعله الماضون.

الفطرة التي فُطرت عليها هي السبب الرئيس في اختيار الطريق الذي خَلقته أحاسيسك المعملية الداخلية حين ترى الأشياء بما تعتقد على أساس المبادئ البولوتارية مستخدمًا الخيال اللاعقلاني أو اللاواعي بعيدًا عن الموازين تاركًا العواطف تسبح مع تلك البحار تبحث عن مرسى لها، وبشر ينتظرونك أن تكون بينهم في حياة جديدة لهم خاصية تجمعكَ بينهم.

الرحلة تستمر إلى اكتشاف المجهول بين نفسك ومع الآخرين، حتى تضع قدميك بين أرضهم التي وجدت للبشر أجمعين، يوماً بعد يوم يكثر السؤال عن ماهية الحياة، والغاية منها، عليك ألّا تسألني، لماذا السؤال؟

إنّها أيضاً فطرة طبيعية للإنسان يسأل عن المعنى الحقيقي للوجود، عودة إلى الواقع يتحتم علينا التأكد بوعي كامل أنّ الواقع لها عدة أصناف، منها: الأول موسيقى جميلة تأخذك إلى عوالم تغسل روحك وتفعل بقلبك ما تشاء، والأخيرة موسيقى نوستالجيا مؤلمة تأخذك إلى عالم الذكريات والحنين.

تذكر، أيّها العاقل، الوقت قصير في اتخاذ قرار مكين كاد أن يكون، قد تشاء الأقدار ألّا تفكر بأيِّ شيءٍ سوى قدرك المكتوب الذي يسير معك بظلاله حتى اليوم الأخير في حياتك، أما الأقدار التائهة عليك أن تصبر وتتمرد وتقاوم وتبكي أحيانًا، تُحيك فلسفة الطريق وتستنشق الهواء عبر الأنفاق البعيدة المظلمة، مسيطراً عليك الإصرار وقوة الإرادة أحياناً أخرى، وهو أيضاً مسار بدأً مع مايسمى «رواية الرحلة» في النهاية يعد هذا المنظور الذي يمكن أن نعاين من خلاله العالم، بعدها نكرر المحاولة تلو الأخرى للنجاة مستخدمين القوة الإيمانية من إِلَٰهٍ إرادته القادرة على كلّ شيء، هو مُعين ولا مُعينَ سواه.

هكذا تسير الحياة رغمًا عمّا تتمناه وترضاه! أعتقد إنّها قوانين لا إرادية عليك أن تقبلها وتقول: اللهم إنّي لا أسألك ردّ القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.