قبس من توجيهات الإمام الباقر (ع)
يحتفي المسلمون الشيعة بذكرى الإمام محمد بن علي الباقر ، وبهذه المناسبة نتناول قبس من توجيهاته لنأخذ شيئًا من أحاديث وكلمات هذا الإمام العظيم كهدية قيمة في ذكراه، فإن أفضل ما يُحتفى به في ذكرى مناسبات الأئمة الأطهار هو تذكر سيرتهم والأخذ بتعاليمهم. ولنتأمل ما روي عنه : «إِنِ اِسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ تُعَامِلَ أَحَداً إِلاَّ وَ لَكَ اَلْفَضْلُ عَلَيْهِ فَافْعَلْ» [تحف العقول، ص293].
يسعد بعض الناس إذا نال من الآخرين شيئاً، لكن أهل الفضل يشعرون بالسعادة أكثر حينما يعطون الآخرين. ولذلك ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: «الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ، وَأَحَبُّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ» [مجمع الزوائد، حديث 13380] وجاء عنه أيضًا: «خَيْرُ النَّاسِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ» [الألباني، حديث 426] إذا قابلت أحدًا من الناس ففكر كيف تنفعه، فكر أن تعطيه ولو فكرة يستفيد منها، فكر أن تستقبله بكلمة تسر قلبه فقد ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: «الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ» [البخاري، حديث 2989]. وليكن تعاملك هذا مع القريب والبعيد، مع الزوجة والوالدين والأولاد والأقربين وكل من حولك، حتى من يصلي عن يمينك أو عن شمالك.
إن هذا الشعور الجميل، وهذا التعامل الحسن إذا انتشر في أوساط الناس يخلق مجتمعًا متكاملًا راقيًا، ولذلك أكدت عليه النصوص الشرعية، ومنها ما نجده في مسائل البيع ضمن المسائل الفقهية أنه يستحب للإنسان أن يأخذ ناقصًا عند الشراء وأن يعطي زائدًا عند البيع. تربية للإنسان المسلم حتى يكون في موقع العطاء والبذل للآخرين.
هكذا يربينا الإمام الباقر ويدعونا إلى أن نكون في موقع التفضل والمبادرة.