الوهم
يعتبر الخوف حالة طبيعية فسيولوجية تشعر به جميع الكائنات، فهو أحد سمات الإنسان في الحياة العصرية. إنّها حالة حصار داخلي، يتحكم في مفاصل التفكير وضعف القرار، يعرف باللغة الإنجليزية بمصطلحFear، ويعتبر أيضاً في الفهم الاجتماعي للبعض جُبن.
رياحٌ داخلية تتسبب في تسريع نبضات القلب، مما يسبب أيضاً في ارتفاع نسبة الأدرينالين والكورتيزون التي يفرزها الجسم، مثل التبول، الإسهال، الإمساك. إنّها أعراض كثيرة لا نستطيع ذكرها الآن.
السؤال الذي يطرح نفسه: مِمَّ نخاف؟، الظلم، الظلام، النور، السيارات، الجنّ، البحر، الارتفاعات، أو ذكريات محددة مسببة للخوف في الدماغ، إنّها أنواع مزعجة من الفوبيا أو الرهاب على أنه لا يختلف عن الاسم الحقيقي للإعاقة.
يعرف الخوف اصطلاحاً على أنه الخوف من تهديد معيّن أو خطر متصور في ذهن الخائف، مما يسبب تغيرات غير منتظمة تؤثر في وظائف الفرد العضوية، ونجد أنّ هذا الأمر يؤثر على تصرفات وسلوكيات الفرد بشكل كبير جداً. وقد نلاحظ هذا الأمر بسهولة على أيّ شخص يتصرف تصرفات غريبة، مثالاً الهروب أو الاختباء، أو نلاحظه يتجمد عند التعرض لمواقف مخيفة.
والخوف غريزة من غرائز الإنسان الكامنة التي نلاحظها منذ الولادة أثناء النمو الطبيعي. الخوف أيضاً انزعاج النفس من توقع شيءٍ ضارّ أو خطر متصور في ذهن الخائف على أنه توقُّع مكروه عن أَمارةٍ مظنونة أو معلومة، لا يكاد الأمر يخلو المجتمع منه، كما أنّ له أسبابه أيضاً. إنه ارتداد فعلي لحدث ما، يقلق راحتك وحياتك التي تعيشها، الأسباب بعضها واضح وبعضها حدثت لأشخاص في نطاق العائلة أو المجتمع.
العلاج بكلّ بَساطة زيارة الطبيب النفسي أو الأعصاب حسب درجة المرض المتسبب، الأهم هو أن يكون للإنسان الثقافة الكافية للمواجهة وهو الحلّ الأمثل للعلاج. أتذكر أيام الصغر، مدينتي مليئة بالعيون الارتوازية العميقة، نذهب إليها دائماً للسباحة، وبما أنّ عقدة الخوف أو الفوبيا تملؤني لا أستطيع السباحة، دفعني الصديق عادل في العَين بكلّ قوته وذهب بعيداً عني، مما جعلني أكافح للعيش والخروج بسلام بدون مساعدة، بعدها أنكسر الحاجز وقفزت بعدها مرة أخرى في تلك العَين الارتوازية العميقة للسباحة.
أما الخوف الحقيقي للحياة هو النقص في المال، الجوع، الألم، الشتات، المرض، الموت، إلخ. ولكي تتجنب ما ذكر، عليك أن تقاوم وتكافح كلّ يوم، من الشروق إلى الغروب كي تضمن قوت يومك ومن معك في القارب الذي أنت فيه، برغم الخوف إلا الإنسان طبيعته المقاومة يسيطر على جزء من الخوف، ضماناً له ولأسرته الحياة الكريمة التي يحلم بها.
لكن الخوف يتابعك أو تتابعه أينما كنت في الظلام والنور، وهناك خوف «مكرها أخاك لا بطل»، دكتاتورية المسؤول داخل العمل تجاه الموظفين، ترغمك على الطاعة وإن كان خطأً، هذا لا تقبله بعض نماذج البشر في الخضوع في الجدال أو المغادرة، لكن الحياة لا تعطيك نضالها أحياناً، بسبب مبادئ الإنسان وقيمه السامية التي لا تتجزأ، ينتج عنها عداء له ثمنٌ باهظ أحيانًا.
الرأي أن تواجه هذا الخوف إذا كان لا يؤثر على سلامتك الشخصية، حاول أن تصنع لك رؤية قبل الوصول وهي السيطرة على الانفعالات الداخلية بأقصى وسيلة ممكنة، ومن التجارب التخيل، نعم التخيل في أن تضع لك صورة نمطية داخل العقل للتخلص من تلك المخاوف، كلٌّ حسب الحالة التي تواجهها، إذا كان خلاف شخصي، تستطيع أن تتخيل وجودك داخل غرفة متسخة جداً، إرادتك تدفعك في تنظيف تلك الأوساخ من خلاله تستطيع وضع حلٍّ لتلك المشكلة.
أيضاً تستطيع أن تغمس منشفة في الماء بعد عصرها عدة مرات محاولاً التنحي عن تلك المشاكل مع الحلّ النهائي مع نفسك أو الآخرين الذين لهم علاقة مباشرة معك، هذه مؤثرات سيكولوجية عقلية يمكن اختراعها لنفسك حتى تزول لتستمر الحياة والتقليل من الخوف الذي يراودك.
الموسيقى لها تأثير واسع في السيطرة على الخوف، مشاهدة المناظر الطبيعية مع الموسيقى الجميلة في بقاع متفرقة من العالم، زيارة المواقع الطبيعية حول العالم، لها تأثير مباشر على إزالة الخوف والخلافات، النهاية تقول متى ما وجدنا حرية التعبير يقلّ الخوف والألم، الأهم أن ننصت لأقرب الناس والآخرين.
لا داعي للخوف - أغلبه وهمٌ مصطنع بأسلاك شائكة - عليك أن تحرّر نفسك منه.
دُمتم بصحة وعافية.