آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

مرحبا باليونسكو في واحة الأحساء

سهام طاهر البوشاجع *

تعمل اليونسكو على إيجاد الشروط الملائمة لإطلاق حوار بين الحضارات والثقافات والشعوب على أسس احترام القيم المشتركة. فمن خلال هذا الحوار، يمكن للعالم أن يتوصل إلى وضع رؤى شاملة للتنمية المستدامة، تضمن التقيد بحقوق الإنسان، والاحترام المتبادل، والتخفيف من حدة الفقر، وكلها قضايا تقع في صميم رسالة اليونسكو وأنشطتها.

واحدة من أنشطتها وأهدافها الاهتمام بالتراث العالمي وكيفية المحافظة على الممتلكات العامة حيث تجتمع لجنة التراث العالمي وهي لجنة تابعة لمنظمة اليونسكو سنويا مع ممثلي 12 دولة معنيين من قبل الجمعية العمومية يدرسون اقتراحات الدول ورغبتهم في إدراج مواقعهم ضمن قائمة التراث العالمي ويتدخل الخبراء بالمساعدة في رفع التقارير عن شرعية المواقع وتقيمها التقييم النهائي الذي يخولها أن تكون ضمن قائمة التراث العالمي وقد تستشير اللجنة ثلاث منظمات دولية حكومية دولية وغير حكومية وهي ”الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة“ و”المجلس الدولي للمعالم والمواقع“ و”المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية“.

وحيث كان من نصيب المملكة العربية السعودية أن تدرج مواقعها الأثرية في ملف اليونسكو العالمي كانت البداية في العام 2008مع مدائن صالح في العلا، ثم حي الطريف بالدرعية التاريخية في العام 2010، ثم جدة التاريخية في العام 2014، ثم الرسوم الصخرية في حائل في العام 2015، وها هي اليوم ”واحة الأحساء“ تدرج ضمن المواقع التاريخية التراثية العالمية بعد أن زف الفرحة ”الأمير سلطان بن سلمان“ الرئيس العام للسياحة والتراث الوطني، لأبناء الأحساء والوطن كافة خبر تسجيل موقع واحة الأحساء في المنطقة الشرقية ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة يوم الجمعة 15 شوال الموافق 29 يونيو، وذلك في فرع التراث الثقافي، كخامس موقع سعودي يضم للقائمة.

وتُمثّل مواقع التراث العالمي التي تُسجلها ”لجنة التراث العالمي“ قرابة الألف موقع تراثي عالمي تتوزع على 148 بلداً حول العالم، وهي أهم المعالم والكنوز الإنسانية والتراثية والثقافية والطبيعية ذات القيمة العالمية الاستثنائية التي يجب المحافظة عليها، لتكون من معالم العالم التي تزار وتحفظ مدى الأجيال

يذكر أن إيطاليا تحتل المرتبة الأولى عالمياً من حيث عدد مواقع التراث العالمي بواقع 53 موقعاً تراثيا تليها الصين 52 موقع ثم أسبانيا 46 ثم فرنسا 43 تليها ألمانيا ب 42 فالهند 36 موقع والمكسيك 34 ثم المملكة المتحدة وأقاليم ما وراء البحار البريطانية 31 موقعا أثريا ملهما.

في حين تتصدر المغرب القائمة العربية بتسعة مواقع تراثية، وقد وضعت اليونسكو ضوابط ومعايير دقيقة وصارمة للترشح والاختيار، أبرزها، أن يكون الموقع تحفة عبقرية خلّاقة من صنع الإنسان، أو يكون مثالاً بارزاً في نوعية البناء والمعمار، أو يحتوي على ظاهرة طبيعية استثنائية.

نبارك للوطن والمواطن دخول واحة الاحساء ضمن المواقع التراثية العالمية ونتوق لأن يزيد عدد المواقع المشاركة في مملكتنا الحبيبة ودخولها الرسمي منظمة اليونسكو للتراث العالمي وتضاهي الدول العالمية بذلك فالمملكة العربية السعودية تزخر بالكثير من الحضارات والثقافات المتنوعة على صعيد الآثار والقلاع والقصور والبحار والأودية والشعاب حتى اللهجات والرقصات والمأكولات المتنوعة والمختلفة من أقصى الجزيرة العربية الى أدناها، فكلها تستحق الاهتمام والتعمير والبناء كمعالم تراثية يشار اليها بالبنان مما يعني أنها تثير الحراك السياحي الداخلي وتنشط الثقافة العربية وتزيد من الاقتصاد المحلي الأمر الذي يدفع عجلة التقدم والثراء الحضاري والمادي نحو عجلة التطور والوصول الى رؤية ”2030“ القادمة بإذن الله.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز