آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

كيف نعيش حالة الرضا بما قسم الله

صالح البراك

إن يوم عاشوراء يوم دروس وعبر ومن أجلى تلك الدروس والعبر التسليم الواعي للقضاء والقدر الذي تجلى في مواقف الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه فقد نظروا إلى تلك الواقعة بعين البصيرة لا البصر فاستلانوا ما أستوحشه المترفون

- «إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك، لا معبود سواك، يا غياث المستغيثين»!

دعاء الإمام الحسين قبيل استشهاده

- هل رأى أحدكم صاحباً له في نعمة وتألم أن لم تكن له مثلها؟

- هل حصل لاحدكم مشكلة وقال لما أنا فقط المبتلى؟

- هل خيّرا أحدكم في أن يختار أحد أبويه أو جنسه أنثى كان أو ذكرا؟

- إذا لدينا جنبتان جنبة النظر وجنبة القدر جنبة ما نتمناه وجنبة ما لا نملكه.

- بدأنا حياة لم نختار أو نخير فيها البداية، ونهاية لا نعلم على أي وجه ومتى وأين وكيف ستكون.

﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ [سورة الانشقاق 6]

- ونحن بين هذا وذاك نتقلب في طريق نصفه يسر ونصفه الآخر عسر بين نعيم ورخاء وشدة وبلاء

﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [سورة الشرح 5 - 6]

- لا نعلم؟

- هل الزيادة في النعم لشكر قدمناه؟

«وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ» [سورة إبراهيم 7]

- أم هو استدراج لطغيان أبديناه؟

﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ[سورة الأعراف 182 - 183]

- كما لا نعلم

- هل البلاء والشدة لذنب إقترفناه؟

﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [سورة الشورى 30]

«قال رسول الله ﷺ: خير آية في كتاب الله هذه الاية يا علي، ما من خدش عود ولا نكبة قدم إلا بذنب، وما عفا الله عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه، وما عاقب عليه في الدنيا فهو اعدل من أن يثني على عبد» الإمام علي .

- أم هي إعداد لمقام سامي أريد لنا أن نرقاه؟ «إن لك مقام في الجنة لا تدركه إلا بالشهادة»

«وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ» [سورة يوسف 57].

عن الإمام الصادق : «إن الله أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروه فصارت عليهم وبالاً، وابتلى قوماً بالمصائب فصبروا فكانت عليهم نعمة.» الإمام الصادق

- إننا لا نضمن، أن نعيش الرخاء ولو إلى مدة معينة، دون أن يعكر صفوة حياتنا بلاء، أو عناء. ﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ [سورة سبأ 16 - 17]

- كما أننا لا نعلم، أننا سنعيش بلاء سرمدا لا فرج بعده

﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. [سورة التوبة 118]

- ونحن في كلا الحالين نعمل بالأسباب.

- ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ «العنكبوت: 2»

- «إنا قوم نسال الله ما نحب، في من نحب فيعطينا، فإذا أحب ما نكره في من نحب رضينا». الإمام الصادق ع

- ﴿وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ «الدخان: 33»

- ولنا أن نتساءل إذا لماذا نعيش حالة عدم الرضا بما قسم الله؟

الجواب نحن نعيش حالة عدم الرضا بما قسم الله للأسباب التالية:

1 - نغفل عن الصور الثلاث في الدعاء

ا - التعجيل

﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ. [سورة القمر 9 - 12]

ب - التأجيل ﴿قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ. [سورة يونس 89]

ج - التبديل

﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ. [سورة الأنبياء 83 - 84]

﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا. [سورة الفرقان 70]

عن رسول الله ﷺ: «ما من مسلم دعا الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا اثم، إلاّ اعطاه الله احدى خصال ثلاثة: إما أن يعجل دعوته، وإما أن يؤخر له، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها. قالوا يا رسول الله، اذن نكثر. قال: اكثروا».

2 - النظر إلى ايجابيات الآخرين:

﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [سورة النساء 32]

﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ [سورة طه 131]

﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ. [سورة الحجر 88]

عندما ننظر إلى ايجابيات الآخرين وننسى السلبي منها، نشعر أن وضعهم أحسن حالا أو حظا منا دون أن نكلف أنفسنا عناء التفكير ماذا عن الوجه الآخر لحياتهم ماذا واجهوا وماذا خسروا ليحصلوا على ما حصلوا عليه وعاقبتهم كيف ستكون.

﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ «القصص: 82»

3 - الغفلة عن حقيقة الأصل في الحياة: فالأصل في الحياة المعاناة، والراحة ردة فعل

- ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ. «البلد: 4».

3 - الغفلة عن الابتلاء

﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ «البقرة: 155»

- «البلاء للظالم أدب وللمؤمن امتحان وللأنبياء درجة وللأولياء كرامة» الإمام علي

- إذا كيف نعيش حالة الرضا؟

أ - مقارنة أنفسنا بما نحن فيه من قبل ومن بعد، لا بغيرنا، كيف كنا صغارا وأصبحنا كبار، كيف كنا ضعفاء وأصبحنا أقوياء فقراء وأصبحنا أغنياء كيف كنا جهاّلا وأصبحنا متعلمين كيف كنا قليل فكثرنا الله كم من البلاء وقانا. «أَنَا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ وَأَنَا الْجَاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ وَأَنَا الْوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ» دعاء ابو حمزة الإمام زين العابدين.

ب - إن لكل منا خريطة حياة خاصة به دون غيره من الناس قد تبدأ بنعيم وتنتهي بشيء أليم والعكس صحيح فلا نبطر عند النعم ولا نقنط عند السقم.

ج - الصبر على البلاء:

«إذا أحب الله عبدا ابتلاه، فإذا صبر اجتباه، وان رضي اصطفاه» «الإمام علي ع».

لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ الْفِتْنَةِ، لاِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ مُشْتَمِلٌ عَلَى فِتْنَة، وَلكِنْ مَنِ اسْتَعَاذَ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ: «وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ»، وَمَعْنَى ذلِكَ أَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُهُمْ بِالاْمْوَالِ وَالاْوْلاَدِ لِيَتَبَيَّنَ السَّاخِط لِرِزْقِهِ وَالرَّاضِي بِقِسْمِهِ، وإِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أَعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلكِن لِتَظْهَرَ الاْفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، لاِنَّ بَعْضَهُمْ يُحِبُّ الذُّكُورَ وَيَكْرَهُ الاْنَاثَ، وَبَعْضَهُمْ يُحِبُّ تَثْمِيرَ الْمَالِ وَيَكْرَهُ انْثِلاَمَ الحَالِ.» الامام علي

﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا [سورة الإنسان 12 - 13]

د - عدم الاسى على ما فات

«لم يكن رسول الله ﷺ «يقول لشيء مضى لو كان غيره». الإمام الصادق .

﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [سورة الحديد 23]

ه - ابدأ وعينك على النهاية فلا تشغلك النعم باللهو والغفلة والمصائب بالعجز واليأس والحيرة

«الحازم من لم يشغله البطر بالنعمة عن العمل للعاقبة، ولا الهم بالحادثة عن الحيلة لدفعها».

«إذا نزل بك مكروه فانظر فان كان لك حيلة فلا تعجز، وان لم يكن فيه حيلة فلا تجزع». الامام علي

ر - النظرة بعين الرحمة للمعتدي، وخصوصاً عندما يكون جاهلا:

«اللهم اهدي قومي، أنهم لا يعلمون» النبي ﷺ مع أصحابه

- عندما ذبح ابنه الرضيع بين يديه قال: «هوّن ما نزل بي أنه بعين الله».. وهو صاحب البكاء في يوم عاشوراء على أعدائه، سيد الشهداء له ثلاثة أنواع من البكاء:

أولاً: بكاء مع ربه.. «خشية»

ثانياً: وبكاء حول أهل بيته، كبكائه على جسد ولده علي الأكبر.. «عاطفة»

ثالثاً: وبكاء على القوم الذين غرتهم الدنيا، وباعوا آخرتهم بالثمن الأوكس. «رحمة»

ز - تذكر الموت من أفضل العلاجات النفسية

«زر القبور تذكر الآخرة وغسل الموتى يتحرك قلبك فان الجسد الخاوي عظة بليغة وصل على الجنائز لعله يحزنك فان الحزين قريب من الله» الإمام علي

«ذكر الموت يميت الشهوات في النفس، ويقطع منابت الغفلة، ويقوي القلب بمواعد الله، ويرق الطبع، ويكسر أعلام الهوى، ويطفئ نار الحرص، ويحقر الدنيا». الإمام الصادق

ذ - التفكير الايجابي

علينا أن نروض وندرب أنفسنا على كيف نرى الضياء في أحلك الظلام وكيف نحول المحن إلى منح كي نستطيع التعايش معها والإبداع فيها وذلك

من خلال التركيز على الجانب الايجابي بدلا من السلبي وتحويل البلاء إلى رسالة.

- قصة نبي الله عيسى مع الكلب

- «خلاف المرأة مع زوجها والزوج مع زوجته أن تتعامل على أنها مرسلة إليه، والعكس صحيح»

«أني لأصبر من غلامي هذا ومن أهلي على ما هو أمر من الحنظل انه من صبر نال درجة الصائم القائم ودرجة الشهيد» الإمام الباقر

- «كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين، قالت ما رأيت إلا جميلا». زينب

الحياة الطيبة

وسئل عن قوله تعالى ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة النحل 97] فقال هي القناعة، القناعة كنز لا يفنى

اللهم!.. أنت ثقتي في كل كرب، وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقةٌ وعدة.. كم مِنْ هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو.. أنزلته بك وشكوته إليك؛ رغبةً منيّ إليك عمّن سواك، ففرجته عني وكشفته.. فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل رغبة"».