قدن بسلام آمنين
أولاً وقبل البدء في تفاصيل هذا الحدث الجديد نبارك للأخوات دخولهن عالم السياقة أسوة بباقي الدول وأسوة بأخواتهن السيدات وباقي الرجال «وهالله هالله فينا».
كثر الكلام والسجال والمزح والنكات على النساء وقيادة المرأة للسيارة.
وصل البعض للتطرف وكيف نسمح لنسائنا بقيادة السيارة وبناتنا للخروج للشارع، وذهب البعض الآخر إلى الدعوة للسياقة وهو حق مشروع للمرأة ليس من حق أحد أن يمنعه في الوقت الذي جميع المجتمعات الإسلامية يسمح فيها للمراة بالقيادة.
وهنا يقول البعض يحق للمحافظ أن يقول أنا لن اسمح لزوجتي أو أبنتي بالقيادة لاعتبارات شرعية أوعرفية حسب تشخيصه ورأيه، و يذهب البعض الآخر للقول أن السماح بقيادة المرأة للسيارة سيحل أزمة لبعض السيدات ولكنه ليس واجباً على كل النساء هو سماح وليس وجوب.
وقد يذهب البعض الآخر لاعتبار أن القيادة حق متاح مباح فما المانع أن اشتري لبناتي وزوجتي سيارة كما اشتري للأولاد سواء كان بضرورة أو دون ضرورة طالماً ليس محرماً شرعاً ولا ممنوعاً قانوناً.
وبين هذا وذاك ستدخل بعض النساء في عالم التباهي والإستعراض والتفاخر بنوعية السيارة التي ستقودها وبكم اشترتها وهذا شر لابد منه الله يعين محدودي الدخل من فتنة التباهي وفتنة السيارات والأستعراض .
في نهاية المطاف شاء من شاء وأبى من أبى ستقود المرأة وستبدأ مسيرتها بالسياقة وسنرى في القريب نساءً يقدن بمفردهن ويتنقلن كما يتنقل الرجال.
كل هذا الكلام القائم والمتوقع الذي احتل مساحة كبيرة من النقاش والسجال مدة طويلة أغفلنا عن الأهم والذي سيأتي الحديث عنه ربما متأخراً ولكنه مع الأسف سيكون حديثاً كارثياً تأخر الكلام عنه مراعاة لعدم تنغيص فرحة القيادة للسيدات فهو شعور جميل وجديد لا يحتمل المنغصات لذلك لم يحظى بتسليط الضوء والاهتمام والحديث عنه رغم حاجتنا لبيانه.
فما هي المخاوف التي لم يُتطرق لها كثيراً ولَم تقال حتى لا تنغص فرحة القيادة؟
حينما تتحمس الفتاة للقيادة ويكون قرار القيادة محدداً بتاريخ معين ولأول مرة في بلادنا تقود المرأة السيارة في ظل كل هذا الإزدحام المروري الخانق ودخول مجموعة كبيرة من السيدات بعضهن فعلاً مضطرات للقيادة وبعضهن لديهن حاجة ملحة للقيادة والبعض الآخر هاويات للقيادة ولا نتكلم عن حق القيادة فهو حق مشروع للجميع قد انتهى الكلام عنه.
هذا الكم الهائل والعدد الكبير الذي سيدخل ساحة القيادة من جنس السيدات أغلبهن في الوقت الحالي حديثات عهد بالقيادة خلاف كل المجتمعات التي دخلن عالم القيادة بالتدريج وليس دفعة واحدة.
ولاشك أن قيادة حديثات العهد وبهذا العدد والتوقيت الموحد ستكون قيادة خطرة وتحتاج لفترة طويلة كي تتمكن الفتاة من القيادة السليمة المؤمونة بكل ثقة .
السؤال للمتحمسات للقيادة هل تعلمن بخطورة الوضع الذي سيترتب على دخول عدد كبير من النساء دفعة واحدة للشوارع ؟
شعور جميل لذا الكثير من الفتيات أن تقود بنفسها السيارة لأول مرة ولكن في المقابل لا تدعي هذا الشعور يفقدك المسؤولية والتفكير فقيادة السيارة سلاح ذو حدين فالخطأ قد يكون قاتلاً يكلف الكثير من الأسف والأسى وقد يدمر حياة أناس أبرياء كان قدرهم أن يمروا في الطريق الذي تسلكينه بسيارتك إن لم تكوني انت الضحية.
أخواتي العزيزات نتمنى لكن قيادة سليمة مأمونة بعيدة عن كل ما هو مؤسف فلا يكون تاريخ 10/10 هو بداية الإنطلاق وأنما هو موعد السماح الذي لن ينتهي لتتعجلي القيادة.
قودي متى ما شعرتي أنك بحاجة للقيادة وقودي بعد أن تثقي أنك تستطيعي القيادة وقودي لأجل القيادة لا لأن فلانة بدأت تقود.
كنا نسمع ونتأسف عن حوادث الشباب فلا نريد أن نسمع بحوادث الشابات او السيدات فالطريق والقيادة مليئة بالمخاطر التي تحتاج من الجميع الى اليقظة دون المغامرة فالعمر أمانة ينبغي المحافظة عليه والقيادة مسؤولية سواء على السيدة أو ولي أمرها الذي عليه أن يعطيها الثقة الكافية قبل أن يعطيها مفتاح القيادة.
فلنؤكد لأننا نخاف على بناتنا ونسائنا على أهمية القيادة المأمونة ونحرص على تعليم من نحب تعليماً صحيحاً إذا كانت حياتهم مهمة عندنا ثم نقول قدن بسلام آمنين.