شِعارات الدين أكثر من أفعاله
لو سمحت أيها الخياط فصل لي دين يناسبني!
الليلة هي من الليالي المباركة
وهي ليلة أستشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه، وليلة من ليالي القدر المباركة
ياليت كل من يرددون هتافات هذه الليلة
أن يتحلون ولو بـ1% من صفات ومناقب ومزايا أبو الحسنين، ويبحثون مع أنفسهم
بدل تكرار تلك العبارات، طلب الأحلية والتراضي والسماحة والعفو والصفح والغفران
مافائدة هذه العبارات والشخص هو نفس الشخص لم يتغير إلا في بضع ساعات في هذه الليلة، وأفعاله وتصرفاته وسلوكه لم يتغير طوال العام؟!
أخواني/ أخواتي
ضجت مواقع التواصل الأجتماعي بكافة العبارات
عظم الله أجركم
مأجورين
تقبل الله أعمالكم
في علي بن أبي طالب سلام الله عليه…!
هل هذا هو الدين يا…؟!
هل هذا هو الدين يا…؟!
أولاً:
من ظلم
من أغتاب
من هتك عرض
من سرق
من فعل النميمة
من ساء السلوك
من ساء الخلق
من تمسك بأفعاله المشينة
من تصرف تصرف غير لائق مع البشر كل هذه التصرفات، والمنكرات، والمحرمات، والسلوك السيء، والأفعال الغير مرضية على البشر، لن تنجو منها هذه الليلة
طالما هُناك من يدعو في السر
طالما هُناك من يرفع كفيه في الصلاة وفي القيام وأثناء الصيام ويقول اللهم عليك بمن «ظلمني، سبني، شتمني، أساء إلي»
*الله* رب العزة والجلال يغقر الذنوب جميعاً، ولكن ماإذا أرتبط بحق من حقوق الناس فإنك مسؤل مسؤلية تامة عن طلب الصفح والسموحة من نفس الشخص الذي أسئت له، وظلمته، وغشمته، وأعتديت على حق من حقوقه…
فلن يُتقبل منك دعوة أو طلب عفو طالما عبد من عباد الله يدعو عليك بطلب حقه من الله ويقول
حسبي الله ونعم الوكيل
ثانياً:
هل الدين فقط في تكرار هذه العبارات؟
هل الدين فقط شعارات ترفع في أوقات محددة؟
هل الدين غائب طوال العام وأيام السنة 360 يوم؟
هل الدين وأفعاله وسلوكياته وتصرفاته تحتاج لمُصاب لكي تخرج منك ياعبد الله؟
آه
آه
آه
*تركنا أفعال الدين وأخذنا الرسائل الدينية والصور بأنها الدين*
الدين معاملة
الدين صدقة
الدين أخلاق
الدين ألفة
الدين رحمة وتراحم
الدين صلة رحم
الدين عطف على المسكين
الدين عطف على الكبير
الدين عطف على الصغير
الدين عطف على الفقير
الدين كفالة يتيم
الدين مساعدة محتاج
الدين قضاء حاجة
الدين قضاء ديون المستضعفين
الدين أطعام جائع
الدين أشباع أسرة
الدين رد المظالم
الدين كسوة عيد
الدين زكاة فطر
الدين أنصاف مظلوم
الدين أعالة من هم حاجة
الدين ترميم منازل
الدين أنتشال عاطل من بؤس العطالة وأشغاله بوظيفة ومساعدته في طلب رزقه
الدين نصح وأرشاد
الدين صبر وتحمل وجلد
الدين حلم
الدين عيادة مريض
الدين تبرع بالدم
الدين مشاركة في جنازة ميت
الدين أبتسامة في وجه أخيك
الدين كلمة طيبة تقربك إلى الله
الدين تخفيف مُصاب
الدين أغاثة ملهوف
الدين تضميد مجروح
الدين مشاركة مهموم
الدين كالبحر ولكننا أخترنا أن نأخذ قطرات من بحره الغزير، وأخترنا أن نُفصل ملابس الدين على مقاسات تُناسب أفكارنا وحياتنا ووسلوكياتنا...!
الدين سلوك وبذور تنبت في الظلام
*كل* هذا الدين غاب عنكم أيها الناس وأشتغلتم فقط بالركعات، السجدات، قراءة القرآن، قراءة الدعاء؟
هل هذا هو دينگم فقط..!
هل هذا هو دينگم فقط..!
هل هذا هو دينگم فقط..!
ثالثاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وقل أعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة﴾.
صدق الله العظيم
*الله* عز وجل جلاله، حث عبد الله على العمل وأن الله مُطلع على أعماله وسيراها، فلماذا هذه الضجة والصجة بتكرار الشعارات المرفوعة ولازلنا نرى أفعال الدين بنسب تكاد ضئيلة ومعدومة ولا تكاد ترتقي إلى نسبة الأسلام والمسلمين وتعدد المذاهب الأسلامية في بلادنا وفي سائر البلدان العربية والأسلامية.
*أتركو* الشعارات والنسخ واللصق، والصور التي تتناقل عبر البرامج والتطبيقات الذكية، أتركو التطرف في نقل الشعارات والصور والهتافات الدينية وأشتغلو على مايرضي الله عز وجل بعيداً عن ركعات وسجدات المساجد ومزاحمة الناس في الطرقات والمصلين، هل رب العباد فقط موجود بالمساجد وبين المصلين، وأنتم تبحثون عن رضا الله في هذه الليالي المباركة، ورضا الله ورحمته وبركته ورزقه وعفوه وصفحه مُتاح حتى لو لم تقم بأي عمل ديني وروحاني يقربك منه، بل أتاح برحمته لك مسالك وطرق كُبرى وكثيرة تستطيع أن تتصل بالله عبرها وتحصل على رحمته وعفوه ومحبته وخصوصيته.