مبادرة
أستغلال طاقات الشباب خلال الأجازات السنوية في مواسم الحج والعمرة:
في الحقيقة ليست المرة الأولى والتي أكتب فيها عن مآسي الحوادث المرورية ولن تكون الأخيرة حتى تأخذ القوانين والأنظمة المرورية الصرامة أكثر وأكثر ونرى ونشاهد نسب الحوادث المرورية وماتخلفه من وفيات وأصابات قد تلاشت أو ضئُلت بشكل ملحوظ..
مانشاهده من حوادث مرورية قاتلة وصادمة، العين لاتستطيع إلا أن تذرف أدمعها والقلب يبكي حرقه وحزن وألم، والفؤاد يكاد يتقطع من مناظر وفضاعة هذه الحوادث…
شهر رمضان الكريم شهر العبادة، وهو أجازة سنوية لكافة أبنائنا الطلاب والطالبات، وهذه الأجازة للأسف في مفهومها لدى الأبناء مفهوم خاطئ ويكاد يكون سبب رئيسي في فوضى عارمة في المنازل وفي الطرق والحدائق والمتنزهات وحتى في الأسواق وفي الأماكن العامة، ويكون مفهومها خاطئ بشكل أكبر لدى طلابنا وطالباتنا حينما يأخذون هذه الأجازات في التسكع في الطرق والسهر واللعب بالوقت ولايعلمون ماهي أهمية الوقت لدى الدول النامية والدول المتقدمة التي تبني صروح المجد بأيدي أبنائها وثقافتهم وعلمهم…
شبابنا والأجازة الصيفية وأرتباط الأجازات بالحوادث المرورية والقضايا الأجتماعية، من بحث بسيط وصغير وبدون ذكر نسب وأرقام مخيفة، ولكن سنذكر وسنتحدث من الواقع، حينما يحصل الطالب والطالبة على 3 أشهر أي 90 يوم كحد أدنى للأجازة السنوية، وكحد أعلى هي 4 أشهر أي 120 يوم، ولا تستثمر هذه الأشهر وهذه الأيام في مكانها الصحيح الذي يعود على الفرد بالنفع ويعود على أسرته ثانياً ويعود على مجتمعه ووطنه ثالثاً، فأن هذه الأجازات تعتبر أكبر هدر وخسارة في عامل الوقت، وأن تحدثنا عن 4 أشهر فإننا نتحدث تقريباً عن ثلث العام الدراسي، ماذا يفعل الطالب والطالبة في أجازتهم وماهو برنامجهم وماهي الفوائد التي تحققت على أيديهم وقدموها لأنفسهم ولأسرهم ولمجتمعهم وللوطن بشكل عام…
تزداد نسب الحوادث المرورية المروعة والصادمة كل عام في مواسم معروفة، وأصبح موسم شهر رمضان من المواسم المفجعه على بعض الأسر، لأرتباطه بالأجازة السنوية للطلاب، مع وجود ”برنامج ساهر“ المروري والذي حسن أداءه وقلل نسب التجاوزات المرورية، إلا أنه لم يقضي على الحوادث المميتة حتى كتابة هذا المقال، ولن يقضي عليها، طالما أبنائنا يتبعون مقولة ”كل“ ممنوع مرغوب"ويستهترون بالسرعات العالية في قيادة السيارات والتفحيط وغيرها من أساليب وطرق الموت…
رب الأسرة يتكبد مصاريف لايعلم بها إلا الله في هذه الأيام المباركة، فمع دخول شهر الخير رمضان الخير، والأجازة السنوية لأبناءه وبناته وعيد الفطر المبارك وأستعداد بعدها بشهر ونصف لأستقبال العام الدراسي الجديد، فكل هذه المصاريف على عاتق رب الأسرة وعلى راتبه الشهري الذي لايتجاوز المتوسط في غالب الأحوال، ومصاريف هذه الأشهر من الأجازة السنوية مصاريف جداً عالية وباهضة لذلك يتوجب علينا النظر وأعادة دراسة الأجازات السنوية وكيفية تقنينها أو فصلها بحيث لاتكن متواصلة بالأشهر كما يحدث الآن …
الأبناء الطلاب والطالبات والأسرة، حينما لاتستعد الأسرة لأستقبال أبنائها الطلاب والطالبات 3 أشهر أجازة سنوية، ولاتعد برنامجاً ولا جدولاً لهذه الأجازة، تستغل مواهب وكفائات وطاقات هؤلاء الأبناء، فلنستعد نحن المجتمع والوطن لأنتشار كثير من القضايا الأجتماعية التي هي بالأصل أسرية ولكنها تكثر وتكبر وتنتشر وتتفشى في أشهر الأجازات السنوية، وتبدأ منها سلسلة الأنشطة الشبابية عالية المخاطر، ومن أهم وأخطر تلك الأنشطة
”التفحيط والمرتبط بالحوادث المرورية“ والسرقات والمظاهر اللا أخلاقية التي تتصدر أشهر الأجازات…
نسبة مرتفعة من وفيات الحوادث المرورية والأصابات هي من فئة الشباب الذين أعمارهم من 18 عام وحتى 28 عام، وهذه النسبة تعد من النسب الأخطر على الأوطان والمجتمعات، حينما تخسر الأوطان والمجتمعات فئة الشباب الذين عليهم عماد الوطن وعليهم نظرة المستقبل ونرى فيهم الهمة والطموح والبناء والتقدم والتطور…
الحقيقة أنه لدي ”مبادرة وطنية أجتماعية“
وسأطرحها وأتمنى وكُلي تمني من ولاة الأمر والمسؤلين النظر في هذه المبادرة وأن نفعت، وأصابت فأتمنى من الله العلي القدير أن يتقبلها وينفع بها وطننا الغالي، وتكن برنامج جديد لأيدي وسواعد وطنية شابة…
بعض الدول العربية لديها برامج ألزامية وأجبارية على المواطنين والمواطنات ”كالتجنيد“ الألزامي والأجباري"، الذي يخضع له كل مواطن ومواطنة بأن يخدم وطنه لمدة عام أو أكثر حسب أنظمة تلك الدول لمواجهة الأخطار لاسمح الله، ومن هذا المنطلق أطرح مبادرتي.
بفضل من الله بأن دولتنا ووطنا المملكة العربية السعودية هو المسؤل الأول والأخير والمشرف على الحرمين الشريفين، بيت الله الحرام بمكة المكرمة، ومسجد النبي بالمدينة المنورة، وكذلك القامئ بكل أعمال ماييسر على المعتمرين والحجيج من كافة أصقاع الأرض بما يتجاوز 3 ملايين حاج سنويا، ونحن في وطننا أعلم بما نملك من ثروات شبابية في بلادنا التي حباها الله بكل الخير والأمن والأمان والأستقرار والشباب، لذلك مبادرتي ستكون:
المبادرة هي ألزام خدمة الحرمين الشريفين:
أبتعاث ألزامي وداخلي للطلاب والطالبات من المرحلة الثانوية للخدمة الحرمين الشريفين، في بيت الله الحرام والحرم النبوي، في شهر رمضان المبارك وكذلك شهر الحج، والأستفادة من هذه الطاقات الشبابية في خدمةوتنشئة الوطن وتقدمه وتطوره...
- ألزام طلاب وطالبات المرحلة الثانوية بخدمة بيت الله والمسجد النبوي في أشهر ومواسم العمرة والأجازات السنوية.
- يسجل في سجل الطالب والطالبة المدرسي، بأنه خدم لموسم عام كامل ”عمرة وحج“ في العام الدراسي والأجازة السنوية.
- يلزم الطالب والطالبة بالخدمة الشرفية، لمدة 3 أعوام متواصلة من مرحلة الثانوية، وقبل دخوله الجامعة.
- يصرف للطالب والطالبة مكافئة وأقامة ومواصلات ومأكل ومشرب نظير خدماته التي سيقدمها للوطن وكذلك مكافئة تحفيزية.
- يعد برنامج علمي متكامل يُدرس في المناهج الدراسية للطلاب والطالبات المنبثقة من وزارة التعليم، عن هذا البرنامج الذي يعني بخدمة الحرمين الشريفين وكيفية أستغلال طاقات الشباب والشابات.
النتائج:
- أستغلال أوقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع ويعود على أسرهم ومجتمعاتهم ووطنهم.
- تقليص نسب الحوادث المرورية، والوفيات والأصابات، والقضايا الأجتماعية، نتيجة عدم الأهتمام بالوقت والبرامج الأنتفاعية التي تعود على الفرد والوطن بالخير.
- أعداد جيل شبابي جديد من الشباب والشابات ووضعه في خدمة وطنه تحت مظلة رسمية وزرع القيم والمبادئ والثقافة والتطوع وحب الوطن والمجتمع.
- منح الشبابا والشابات الخاضعين لهذا البرنامج فرص تدريبية أخرى، وفي برامج وطنية في مجال الأسعافات الأولية والطوارئ ومواجهة الأخطار وغيرها.
- تحفيز الطلاب والطالبات في مرحلة الثانوية على الألتحاق في هذه البرامج لما لها من خدمة للوطن، وكذلك بناء الوطن وتقدمه وتطوره بأيدي أبناءه.
- بأمكان كل موسم من مواسم العمرة والحج في كل عام، أبتعاث طلاب وطالبات منطقة من مناطق المملكة لتقديم خدماتها، ووضع برنامج مكفائات وتحفيز لهم للفوز بأفضل خدمة للحجيج والمعتمرين، والدخول في تنافس شريف مع المناطق الأخرى على مستوى المملكة، كأن يتم أبتعاث ”طلاب وطالبات المنطقة الشرقية لموسم رمضان“، ويتم أبتعاث طلاب وطالبات ”منطقة الرياض لموسم الحج“ وبهذا التنافس نخلق جيل بناء يخدم وطنه ومجتمعه بكل تفاني.
- تقليص القضايا الأجتماعية والأسرية التي تتفشى وتنتشر في أشهر الأجازات، وتوجيه الشباب وطاقاتهم وثروات علومهم وثقافتهم لأكتساب مهارات وخبرات من سن مبكرة في خدمة وطنهم وتكريس جهودهم في كيفية التعامل مع الحجيج والمعتمرين متعددي الجنسيات والثقافات.
- لدينا في المملكة العربية السعودية وبحمد الله السياحة في كل منطقة من مناطق المملكة، وماتمتاز به، منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، من السياحة الدينية ووجود أطهر البقاع على وجه الأرض والشرف العظيم بخدمة هذه المواقع، لذلك سنشهد جيل جديد متدرب وممارس للأرشاد السياحي لديه الكفائة والطاقة والعلم والخبرة ونحن مقبلين على تنفيذ خطة 2030 وأستغلال العناصر الجاذبة والسياحية في وطننا الغالي.