الأندية الرياضية بالقطيف وتنمية المجتمع
للأندية دور كبير جدا فيما يتعلق بتنمية المجتمع، فالأندية الرياضية والتي كانت أيضا ثقافية واجتماعية، هي أحد أبرز اللجان في المجتمع، حيث يضاف إليها الجمعيات الخيرية، وهي في الواقع تهتم بالجانب الخيري، وهناك لجان التنمية التي يناط بها الدور التنموي بالمجتمع وهي لجان موجودة في أغلب مدن وقرى محافظة القطيف، إلا أن دورها كان ولا زال غير بارز، بالرغم من أنها المسئول الأول عن التنمية.
لذا فالأندية وبما لها من صيت وتكاتف جماهيري، مؤهلة بشكل كبير، أكثر من أي جهة أخرى للقيام بتنمية المجتمع.
لذا فإن مسئولي الأندية، مطالبون بشكل رئيسي بالقيام بهذا الدور وملء الفراغ الموجود حاليا، والأمر ذاته مطلوب من الجمهور، من الناس من الجميع، مطلوب منهم دعم هذه الإدارات، دعما حضوريا عبر المشاركة
الفاعلة في إقامة برامج وأنشطة وعبر الدعم المادي، عبر الإفراد والمؤسسات للقيام بتلك البرامج والأنشطة، حتى تتمكن إدارات الأندية من القيام بالدور الاجتماعي المنوط بها.
ومسؤولية الأندية تختلف عن إدارة الجمعيات الخيرية، لذا نجد التواجد المكثف - غالبا - في انتخابات الجمعيات الخيرية، وعزوف ليس بقليل عن انتخابات الأندية الرياضية.
من جانب آخر فإن اتحاد كرة القدم العالمي «الفيفا» يولي المسئولية الاجتماعية اهتماما خاصا، حيث تشير بعض الأرقام إلى انه يستقطع من ميزانيته سنويا 30% لصالح المسئولية الاجتماعية، كما إن الأندية العالمية، تستفيد من منسوبي أنديتها البارزين في المجال الاجتماعي، لما لتلك الأسماء من تعاطف والتفات جماهير كبير جدا.
يبقى السؤال هو عن مدى اهتمام الأندية المحلية بهذا الجانب، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أن حجم الاهتمام في أندية المملكة لا يتجاوز ال 30%، وتشير إلى أن السبب في تدني النسبة إلى عدم وجود نادي قدوة يمكن أن يعتبر نموذجا للأندية لتحذو حذوه، والسبب الثاني هو ضعف الوعي لدى منسوبي القطاع الرياضي بالمملكة بالمسئولية الاجتماعية.
إلا انه يجب أن نشير إلى الاهتمام المتزايد من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث ربما لأول مرة يتم تحديد عضو في اتحاد كرة القدم ليهتم بالمسئولية الاجتماعية، وتم وضع آلية خاصة لتقييم برامج وفعاليات الأندية الرياضية اجتماعيا، ورصد جوائز للأندية الفائزة بقيمة 500 ألف ريال، وهذا يحدث لأول مرة.
وقد فازت بالمراكز الثالثة الأولى نادي الهلال ونادي الفتح ونادي الاتفاق.
لذا فإن خدمة أبناء المجتمع والاهتمام بالجوانب الاجتماعية فيه، مسألة حثنا عليها الدين الحنيف، ووعد القائمين عليها بالثواب الجزيل والأجر الوافر الذي قد يفوق في أحيان كثيرة بعض العبادات والممارسات المستحبة، فالإسلام يهتم بالفرد قبل أن يهتم بممارسات خاصة أو عامة، وبالتالي فالدور الي تقوم به إدارات الأندية يعادل بل لعله يفوق ما تقوم به إدارات الجمعيات الخيرية، خاصة في ظل تفاعل المجتمع مع الجمعيات، وعزوفه الكبير عن دعم الأندية الرياضية، وبالتالي زيادة معاناتها.
ختاما، نقترح إعطاء إدارات الأندية دعما إضافيا للأنشطة الاجتماعية، ووضع شخص يهتم ببرامج المسئولية الاجتماعية، وتنظيم العمل الاجتماعي للابتعاد عن العشوائية، وضرورة رفع البرامج وتسجيلها رسميا، كما ان على اللجان الاهلية الاستفادة من مقرات الأندية وإقامة برامجها عليها، وضرورة مضاعفة أبناء المجتمع لدعمهم للأندية والبرامج الاجتماعية وللجان الجديدة عبر المشاركة فيها وعبر الدعم المادي لها.