المعنى ودهاليزه
في العادة بمكان، كضرورة للرقي، فإن النص الأدبي، يُعد الأكثر الاحتواء، لتفرعات المعنى، انطلاقاته في الأفق الأوسع، مداه لا يخضع، للآنية، استنادًا على المخزون اللفظي - امتلاء القاموس اللغوي -، واتساع المسارات البلاغية، في ذاتية المنشغل بالكتابة الأدبية. تفرعات الصياغة الأدبية، في تكوين النسق، للمفردة، لتبتعد عن المعنى الواحد، سراعًا، لاحتضان المعاني، نتيجة، للسياق، الذي تزرع فيه، لتختلف الثمار، ليجئ اقتطافها في ظلله الأروع، الذي شرحه الكاتب محمد الحميدي، في كتابه ”التحولات“.
وعليه، نظرًا، لهذا التطور البارز حاليًا، في فنون الكتابة، فإن تلكم التفرعات في المعنى، والمفردة، والسياق، بلاغيًا، لا تقتصر جدلاً على الكتابة الأدبية، لتأتي في مجمل الألوان الكتابية.
حينها، وفي مقابلها الصياغة ”الكلاسيكية“، المباشرة، التي أصبحت، منفرة، للقارئ، خصوصًا الشغوف بالتفاعلات الضمنية، وأناقة المفردة، تباعًا إلى رطوبة السياق، موسيقاه، الذي يختصر المعاني، لتصبح متعددة الدلالات، لا أحادية الدلالة. ثمة شيء لا يُرى، في زاويته الظاهرية، حيث أنه - النص -، يختزل الأشياء الكثيرة، إذا استخدم القارئ، المسافات البصرية، لما هو ظاهر فيه، ليوغل الفكر في النص، مستكشفًا خفاياه.
لهذا فإنه ينبغي، أن تكون التوليفة، لكل المعطيات الظاهرية، والضمنية، لديها تمازجًا، حرفيًا، لا يدع الفجوة، تأخذ طريقها، في المنتج.
وعليه فإن لكل فن كتابي، أسسه المنطقية، قواعده، التي يستند عليها، والأهم، كيفية التعامل معها، تأطيرها، في تشكيل - النص -. - ربما -، يغيب علينا، معرفة دلالة الكلمة، نقول - ربما -، مناسبة استخدامها في الأمكنة، التي تمنح سياقها، الأزمنة، اكتمالية المعنى، لا احتماليته. إن النصيحة، التي تقدم - تواضعًا -، للمنشغل كتابيًا، أن يسعى جهده في دراسة، أو تعلم ”علم الدلالة“، ولو بالشيء اليسير، ليتمكن من توظيف المفردة، سعيًا في اقتناص المعاني الحبلى.
ابتعادًا عن الكتابة الأدبية، عروجًا إلى مجمل الفنون الكتابية، فإنه جميل أن يُجتهد، في هكذا معرفة، حقًا تعوزه - صاحب اليراع -، ليكون منتجه، خطواته للقمم الشماء.
نهاية، فإن القراءات الأدبية، لذوي التخصص، أو سواهم من الكتاب، إن استفادوا من المنتج الأدبي، بمختلف ألوانه، من خلال القراءة الطموح، سيضفي على اتجاهاتهم الكتابية، رونقها، هي فقط محاولة، لا ضير في اللجوء إليها.