شهر رمضان ربيع المؤمنين
ما أن يقترب شهر رمضان حتى تعم الفرحة قلوب المؤمنين فكل يبارك للآخر بقدوم هذا الشهر الكريم ويفعل المؤمنون ذلك لما لهذا الشهر المبارك من فضل وثواب يحصل عليه المؤمنين من صيامه وقيامه.
وقد بيّن محمد وآهل بيته الطيبين الطاهرين عليه و ما لهذا الشهر وصيامه من الفضل عند الله تبارك وتعالى فقال رسول الله ﷺ: «أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة» [1] .
وقال «عليه الصلاة والسلام» «الصوم جُنة من النار» [2] .
وعن الإمام الصادق قال «نوم الصائم عبادة ونفسه تسبيح» [3] ، فالصوم عند الله تبارك وتعالى وعند رسوله ﷺ وأهل بيته له فضل عظيم وخير ما يدل على ذلك هذه الروايات الآنفة الذكر وغيرها الكثير الكثير من الروايات المنثورة والمذكورة في كتب الحديث والكتب التي تتحدث وتبين هذا الشأن والفضل.
وبسند ذلك ويعاضده قوله تعالى ﴿شهر رمضان الذي أنزل في القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان﴾ [4] .
يقول سماحة العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسيره «لم يذكر اسم شيء من الشهور في القرآن الكريم إلا شهر رمضان» [5] .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة هذا الشهر الفضيل ولعظمة هذا الشهر فقد خصصت له عبادات وأدعية بعينها لا يتعبد بها إلا فيه وإليك بعضها: -
1 - دعاء الافتتاح: - وهو دعاء عظيم يقرأ في كل ليلة من شهر رمضان وهو وارد في كل كتب الأدعية كمفاتيح الجنان وضياء الصالحين وغيرهما.
2 - دعاء البهاء: - وهو دعاء عظيم الشأن أيضاً مروي عن الإمام الرضا حيث قال أنه دعاء الباقر في أسحار شهر رمضان.
3 - دعاء السحر.
4 - دعاء أبي حمزة الثمالي: - قال أبو حمزة «رح» كان الإمام السجاد يقرأ هذا الدعاء في السحر.
5 - دعاء ياعدتي ودعاء يامفزعي.
وغيرها من الأدعية والأعمال الخاصة التي ينبغي للمؤمنين أن يدعو به في هذا الشهر المبارك.
كل هذا برنامج إلهي يدعو إلى العمل والإخلاص والطاعة، وهذا نداء من الكريم إلى نيل كرمه وإفاضاته فيجب العمل به والفائز من امتثل وأطاع وابتعد عن الكسل وعن التبعية والجريان وراء ما هو دون ذلك من المسلسلات وغيرها من الملهيات التي تبعد الإنسان بشكل أو بآخر عن أمر الله سبحانه وأن نستقل هذا الشهر عامة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر خاصة في رضوان العزيز الحكيم فإذا كان كذلك كان العمل في شهر رمضان ربيع المؤمنين وطريقهم إلى نيل سعادة الدارين.