ثقافة الكلمة والإخراج
ثقافة الكلمة، العصر، في تطور مستمر، بالأمس البعيد، كانت الحياة لها بيئتها، ومع التطور، تأتي الإحداثيات، كذلك تأثيرها على مستوى الفرد، ثقافيًا واجتماعيًا..، لذا في الكتابة الصحفية، نظرًا لهذا التطور في نوعية المتلقي، فإن الكلمة الصحفية، ينبغي أن تكون أرقى ثقافيًا، ليتمتع السياق، بطراوته في المعنى والأسلوب، المفردة، تفعيلاً في الجانب البصري.
قد تكون لديك مادة إعلامية، متميزة، لكنها تفتقر - لما ذكر آنفًا -، إضافة إلى كيفية إخراج المادة، للنشر.
ينبغي الابتعاد عن الإخراج الكلاسيكي، وتفعيل عنصر التشويق والجذب البصري، إضافة إلى الاهتمام بالمضمون ونوعية المفردة، التي تمثل جانب المعلومة العنصر الأساس.
إن الفعل الماضي، يتقدم أولاً في بداية كل صندوق، ثمة اختلاف جوهري، ينتابها، فإن كلمة ”أشار“، تختلف في معناها عن ”نوه“، و- ذلك دواليك -، ثقافة الكلمة، لأمر مهم.
من يشتغل في الإعلام، زاده القراءة، حين يفتقد - المشتغل -، الاهتمام الشغوف بالقراءة، فإنه لن يتطور، ستمر عليه السنون، ومستواه ”مكانك سر“، يبذل جهدًا كبيرًا في اشتغاله، ولكنه لن يجد للتطور سبيلاً، يكتنفه.
ينبغي أن تكتب المادة، لتكون مناسبة، لمستوى القارئ، تحاكي ثقافته، تطور اللغة في حياته، تسعى جاهدة، لترتقي، في تزاوج بينها وبينه، ليشعر بخط الاستواء، يجمعهما في ذاتية المنحنى.
إن الانغماس في الكلاسيكية، الوقوف على الأطلال، بلغة لا تكون لغة ظل، لن تجدي نفعًا، إلا جهدًا ضائعًا في عمقه الدلالي. الشعر، لون من الألوان الأدبية، مر بمراحل انتشاء كثيرة، لتأتي الحداثة، سعيًا في ارتقاء دلالة اللفظ، واستشرافًا للمعاني الكفؤ.
ينتابك فعلاً، ليؤلمك، أن تبصر المشتغل في الإعلام، بعضهم، يكتب أكثر مما، يقرأ، من أن يتابع ما يستجد. حقًا نحن بحاجة إلى نقلة نوعية في كيفية صياغة المادة الإعلامية، وإخراجها في وجهتها النهائية، لتقرأ من قبل المتلقي، ليكون شغوفًا بها. إن الصحافي، ليحن للقراءة، لذا، قد يسأل، أيها الاستفادة، التي سيقتنيها من القراءة، وما علاقتها بكتابة المادة، لديه.
القراءة من أجدى سبل التعلم، ليس إعلاميًا فقط، إنما في كل شيء، الفوتوغرافي، يحتاج أن يقرأ، أن يمارس التغذية البصرية، الكاتب، الأديب، وكل ما يأتي، المكتبة العربية، تحتضنها الكتب بمختلف المشارب والفنون. وعليه، إننا لسنا في أزمة عدم وجود كتاب، ولكن في أزمة الابتعاد عن الكتاب.
إن وجود العالم الافتراضي، قنوات التواصل الاجتماعي - السوشل ميديا -، اختصرت المسافات، ليكون الشغوف بالقراءة، يترنم بين أروقتها، ليقرأ.
الكتابة، الأروع، عصف ذهني بامتياز، لا استرخاء على أريكة، تبلد، والاتكاء على المواد، التي لا تتمتع إلا، بحضور ورشة عمل أو محاضرة أو مادة إعلامية، تصل من الجهة الإعلامية عبر القائمين على الفعالية الثقافية أو..، تكرار ذاتية الفكرة، التي كتب عنها، المحرر ذاته.
أن يجتهد المحرر في تطوير مادته، الجدية في أن تكون، خطاها الذروة، أو مقاربتها، لا أن يشبعه نشرها، فقط. وعطفًا على الفائدة من القراءة، للمشتغل إعلاميًا - على سبيل المثال لا الحصر -، حين يقرأ، يستفيد من تنوع الأفكار، صناعة المادة، اختيار الزاوية، اللغة المستخدمة، أكانت نوعية، أم كلاسيكية، الشعور فعلاً بالبيئة، الانتماء، لهذا الفن الكتابي. بالقراءة، تتغير النظرة، تنضج الفكرة، الأسلوب.
لنبتكر قوالب وأساليب، نراها، تحكي ذواتنا وفكرنا، ونظرتنا، من خلال الالتزام بالمهنية، والأسس المنطقية في كتابتها - المادة الصحفية -. إن اهتمام المرء، ليطور ذاته، يقرأ بعشق، ينقب عن الإحداثيات، كصياغة وغيرها، حقًا سيشعر بروعة ما ينتجه، هو، وما ينتجه الآخرون، زملاءه، باختلاف الأمكنة والأزمنة.
علينا أن نصقل أدواتنا، أن نتمتع بالفكرة، التنقيب عن الجديد، الذي يخدم المجتمع، ويضعه في المكان الأرقى، مقدمًا بين يديه، مادة، تستحق القراءة، لا مادة، تجعله بعيدًا.