شكرًا "فادي"
على مفترق الطريق، يتأمل الزوايا، ثمة زاوية، تمتلئ بالضجيج، أخرى هادئة، كهدوء الليل في حضرة التيه، عذبًا. لم يدرك ”فادي“، بعد أن طريقًا، يسلكه، اتخذ من الظل، ربان سفين، لم يدرك، أن الأوراق، تنحني للتراب، يجف الندى، تتصحر الغابات، ليذبل العشب. وتذبل الخضرة حقًا، إذا الزراع، كانوا تعساء.
استرجع ”فادي“، يومياته، السابقات زمنًا، انحناء الوقت في غياب الضوء، تدريجيًا، أيقن أن الكثير من الكلمات فوضى، بإمكانها صياغة عبارة لا قيمة لها، لا المعاني، تعانق جنباتها، مجرد فراغ.
كان الوقت الثالثة عصرًا، ذات لحظة، يقرأ - فادي - رواية أدبية، استعذب كلماتها، أنفاسها العبقات، الفعل الدرامي، جاء حركيًا، غيبوبة تعتريه، الآن. الساعة الواحدة فجرًا، الوقت يمشي سراعًا، يقرأ آخر سطر في الرواية، انتهى، قذفها بعيدًا، كنشوة الحضور.
الدقائق، أكانت مفعمة المسافات، أم بضعها دقائق، لا تؤطر علاقات اجتماعية، تتسم بالإيجابية في كلها، وحدها الأوتار، عزفًا، لا تمنحك الأريحية، إلا لحظاتها، لتدخل في زئبقية الأمنيات، ظنًا أن الأشياء، ترتيبها جماليًا على الرفوف، متناسقًا. القرطاس والدوات، الفكرة والكلمات، الحالة الإلهامية.
ثمة أشياء أخر، كثر في معطياتها، تصقلها التجربة. إن التجارب مثلها، كالصورة الفوتوغرافية، ناطقة بآلالاف الكلمات.
”فادي“، شاب في مقتبل العمر، قرأ الكثير من الكتب، بمختلف ألوانها ومشاربها، عشق الأدب والفنون الجميلة، صقلته تجاربًا، صيرته، يعيش زمنًا، كان الآخرون في احتضانه.
أن تقرأ، ليس معناه، قراءة أحرف، كلمات، بقدر كونها أن تعيش فكر الكاتب، بيئته، تجاربه، حكاياته، تعيش لحظاته.
وعليه فإن الاستئناس بالقراءة، وجعلها توأم روح، تجعلنا مجتمعًا راقيًا، متطورًا في كل أحلامه وتطلعاته، شكرًا ”فادي“، صغيرًا كنت، لتعلمنا كيف نصبح كبارًا.