آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

وعاد «عيد الأم»

فاطمة القروص

من التقدير والبر بالوالدين ورد ولو جزء بسيط من أفضالهم علينا كأبناء، أن نسعى جاهدين أن ندخل السرور على قلبيهما في حياتهما، وبالأخص.. «الأم»!

لرهف مشاعرها ومعاناتها في الحمل والولادة وتعبها في التربية..

«الأم»

ذلك البحر الزاخر بالعطاء، والشلال الذي لا ينضب،،، حبا.. وعطفا.. وحنانا.. بقسمة متساوية بين أبنائها بقدرة من الخالق جل وعلا،، الذي وضع في قلبها كل هذا الكم الهائل من الرحمة والعطف والتقسيم العادل بينهم.

يعادله مقدار الحزن والألم لمرضهم وهم صغار، ليتحول لخوف وقلق دائم وهم كبار، هذا الشعور الذي يلازمها بدءا من دخول المدرسة وحتى الزواج والإنجاب.

ولا تنتهي المعاناة أيضا لأنها تستمر حتى مع الأحفاد، كما يقال «لا أعز من الولد إلا ولد الولد»..

لكننا لا نشعر بكل هذه المعاناة إلا عندما نكون أمهات وآباء.. والبعض منا حتى بعد الزواج والإنجاب لا يشعر بهذا الشعور ولا يفصل بين:

مسؤلياته «كأب وأم»، وواجباته تجاه والديه، وتأخذه دوامة الحياة ويقصر حتى في زيارتهم حتى يفارق أحدهما الحياة أو كلاهما.. فيندم على مافرط فيه من تقصير في حقهم، ”ولكن الحمد لله إن هؤلاء قلة“.

حق الوالدين وبرهم لا يقتصر في حياتهم! نستطيع أن نبرهم حتى بعد رحيلهم من هذه الحياة!

عندما نكون خير خلف لخير سلف،،

من التقى والصلاح.. برا

أن يقال رحم الله من ربى هذه التربية.. برا

التعامل بالخلق الحسن مع الآخرين.. برا

السمعة الطيبة بين الناس.. برا

عندما ننجح في حياتنا ونخلص في كل عمل نصيب به خيرا.. برا

عند مانبتعد عن كل مايسيء لتربيتهم لنا.. برا

إهداء ماتجود به نفوسنا من صدقة،،

وختم كتاب الله وغير ذلك من الأعمال الموجبة للرحمة والمهداة لهما.. برا

ونحن في مناسبة مايسمى ب ”عيد الأم“، «لمن هن على قيد الحياة» امتعهن الله بالصحة والعافية وأطال في أعمارهن لعبادته،، بالإحتفال بهن وتقديم الهدايا لهن،،

.. لكن..

ماذا؟

لو جعلنا هذا اليوم أيضا يوما خاصا لمن اختاره الله إلى جواره، أحدهما أوكلاهما،، ”الأم والأب“ على السواء..

بأن يقوم الأبناء بأعمال تدخل السرور على أرواحهم..

مثل:

زيارة قبورهم،، قراءة ماتيسر من كتاب الله،، صدقة أو دعاء مبارك،، واهدائه لهم!

لقول رسول الأنام، عليه وعلى آله أفضل وأتم الصلاة والسلام،،

«إن الميت ليفرح بالهدية كفرح الأحياء»

فيكون بمثابة عمل جماعي له مردود نفعي كبير.. عمل خير يحبه الله ورسوله.. نور وسرور وسعة في قبر الميت.. ونفع وخير وأجر مضاعف لنا.. وتعليم أبنائنا العمل النافع والبر..

لقول رسول الأنام ﷺ «رحم الله والدا أعان إبنه على بره»

قالوا: كيف ذلك يارسول الله؟ قال: أن يبر المرء والديه..

وهل هناك يتم أعظم من يتم الأم؟

هنيئا لمن له «أم» مازالت في هذه الدنيا.. بل هي جنة الدنيا.. فهي كالشجرة وارفة الأغصان.. يستظل الكبير قبل الصغير بظلها..

وأخيرا!

أقدم اعتذاري لذلك الملاك الطاهر.. طيبة الملقى.. والإبتسامة المشرقة.. «أمي»

عذرا:

لكل تقصير غير متعمد.. لكل خطأ في حقك بذر مني.. إن لم أكن عند حسن ظنك بي..

رحمك الله أمي.. رحمة الأبرار.. وجعل قبرك خير دار.. وجيرانك الطيبين والأبرار.. وحشرك مع من أحببتي.. وتواليتي محمد وآله الآخيار.. ورحم الله جميع من مات على الإيمان.. وأحسن ختامنا وختام من بقي.. وثبتنا وإياهم على دين وولاية من ارتضينا واهتدينا بهداهم محمد وآله الطاهرين..