كلنا أمن
بعد تشعب الجرائم وانتشارها وتعدد المخالفات وتنوعها وانحسار الرادع الديني والحس الاخلاقي أصبح لزاما مضاعفة الجهود الرسمية وقيام كل ذي لب وبصيرة بالتعاون مع الاجهزة المعنية في محاربة الانفلات الامني والفوضى المرورية واستهتار أصحاب الاهواء والمصالح في سبيل جني الاموال بطرق غير مشروعة ونشر الفوضى وتلبية الشهوات الشيطانية حتى لو على حساب تدمير الاخرين والاضرار بمصالحهم والنيل من مكتسباتهم.
ومع الفضاء الالكتروني المفتوح أصبح نشر الشر أسهل وأسرع وفي ذات الوقت أصبح بالامكان التصدي له وذلك بتحمل المسؤولية الاجتماعية والتي تقتضي الابلاغ عن الجرائم والتجاوزات للجهات المعنية والمختصة وقد بات الامر متاحا من خلال التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي والخطوط الساخنة.
وقد وفرت الدولة وأنشأت التطبيقات المختلفة للابلاغ الفوري عن التجاوزات الامنية والمخالفات المرورية والتجارية فلا عذر لمتقاعس والذي يعتقد انه بمنأى عن أن يصله الضرر فهو يخص غيره حسب اعتقاده ولا يعلم أنه مادام انتشرت حالة الاستهتار والتجاوز فان لم يصبه اليوم سيصيبه غدا وان لم يصبه شخصيا سيصيب القريبين منه، يقول تعالى ”اتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة“.
بعض الناس قد يتأثر عندما يرى تجاوزا وانتهاكا لكنه يكتفي بالحوقلة دون اتخاذ اجراء يتناسب مع الحدث اما خوفا او اعتقادا بان هذا مايمكنه فعله او كسلا او ان ابلاغه عن الخطأ لن يفيد ولن يستنفر المسؤولين وحتى الاخيرة لاعذر له فيها لو لم يستجب احد على فرض ذلك لانه ادى ماعليه وحاول.
دخلت الشركة التي أعمل بها ذات مرة واذا برجل الامن يشتكي من شخص دخل عليه بحالة غير طبيعية مصرا على التجول بالمبنى دون اذن فبادرت باستخدام تطبيق كلنا أمن واذا بالدوريات الامنية تصل خلال دقائق معدودة والتعامل بجدية مع الموقف واتخاذ اللازم.
أعجبني خبرين قرأتهما على حساب ”سيهات نيوز“ على تطبيق ”انستجرام“ وبهما دلالة على حس المسؤولية أحدهما لسيدة في مدينة الدمام تحرص على الابلاغ عن مختلف المخالفات التجارية وغيرها للجهات الرسمية يوميا وآخر لشخص وهو يقود سيارته تستخدم زوجته ”كلنا امن“ لتصوير المخالفات المرورية.