وسط الزِحام
ويمر عليك وقت وقد تشعر بأن كل شيء تجمد…
ليس لبرودة الطقس
ليس لبرودة الأشياء
ليس لبرودة كوب القهوة
ليس لبرودة المشاعر فقط
ليس لبرودة اللهفة التي سبقتها نار وقادة
ليس لبرودة الأفكار
ليس لشيء سوى أنها مرحلة يمر فيها الأنسان حينما تتكاثر عليه وتتزاحم عليه مسؤليات عديدة…
فجأة تبرد النظرة، وتبرد المشاعر، وتتجمد، وتصل لتلك المرحلة وتلك اللحظة التي تعيش فيها بُرهة من غير أحساس بشيء، سوى أنك كائن حيّ تأكل وتشرب وتمشي وتزاول أعمالك وأنشطتك بدون وعي تام، وبدون حتى أدراك…
مرحلة الجمود
من أجمل المراحل التي تمر على الأنسان، وهي ناتجة من كثافة وحجم الأفكار المتزاحمة في الدماغ، وتترجمها أجهزة الجسم، لوقفة صادقة، لكل شيء، ويسمى في واقعنا ”اللا شعور“ …
مرحلة الجمود
من ألذ المراحل التي تمر على الشخص، فيها لايشعر سوى أن كل شيء تمام، لايود أن يغير شيء، ويود أن يبقى كل شيء على حاله، وكذلك يود أن يرى كل الأمور والظروف تسير ببطئ تناسب حركة جموده، حتى أنه مستأنس بتلك الفترة لدرجة شعوره بلذة خاصة لم يسبق لها مثيل…
تجمدت فينا كثير من الأشياء بلا إدراك وبلا طلب وبلا مُراد، سوى أنها داهمتنا مفاجئة مرحلة تصادمية لهذه المرحلة، وأسميها هنا مرحلة الصحوة…
مرحلة الصحوة
هي تلك المرحلة التي تلي مرحلة الجمود، وهي حركة عاصفية كبيرة تعصف داخل الذهن وتتلاطم بها الأفكار، وتشعل وتيرة الزحام والأنشغال السريع حتى يتبين لك بأن دماغك وكأنه ”أطلقت فيه شرارة“ يشتعل سريعاً، ويعلن عن الركض والجري والتسابق مع الزمان وكأن كل شيء فات آوانه ولا يمكن أسترجاعه أو تعويضه…
مرحلة الصحوة
كمثل الشخص الذي يصحو من النوم بعد سُبات عميق ويأخذ يفرك في فروة رأسه بشكل متسارع وعجالي، ويحاول أن يُنظم كل شيء في الحال، ويضعه في قالب مُنظم ومجدول، ويقول في نفسه ”ماذا عساني أن أفعل الآن“ وقد نِمتُ ساعات طويلة، ولم أُنجِز أعمالي وأشغالي، ولم أعمل كذا وكذا وقد فاتني كذا وكذا…
مرحلة التسارع
هي مرحلة تتلو مرحلة الصحوة، وهي الإدارك التام الذي يشعر به الأنسان مرحلة أكثر تنظيماً، وكأنه مولود في هذه اللحظة وعليه أنجاز خارطة أعمال ومسؤليات بشكل كبير وواسع وفي وقت محدود، يوهم الأنسان نفسه كثيراً في هذه المرحلة بأنها المرحلة التي لايمكن أن يكتف يديه على الأطلاق، ولا يمكن أن يجلس فيها او ينام ”ليعوض فيها مرحلتين سابقتين“ مرحلة الجمود ومرحلة الصحوة، ويبدأ هو ذاتياً يبرمج نفسه لمرحلة التسارع، ويدرك بأن للوقت ثمن، ويحاول أختلاق كل شيء من الظروف والأدوات، ووضعها في طريق يصب كله في أنجازاته وأعماله في الوقت المحدد…