رموز نِسائية رائدة
لا يخلو مُجْتَمعٍ ما مِن رموز رائِدة تركت وتترك أثراً بالغاً في مسيرة الحياة وهندستها في قالب إنساني ينم عن مدى الدافع والرغبة في تقديم أقصى مايملكوه من مَعرفة وخِبرة ودِراية في مُعالجة نَواحٍ عِدة من مُتعلقات الحياة وشؤنها…. والتي قدمت أَنفس مالديها وقامت مشكورة بما يجب عليها من خدمات جليلة تتسم في طابِعها شبه الكيميائي الدوائي والبُعد الخدمي الرفيع الذي ينم عن تَحمُل المسؤلية أمام الله وأمام المُجتمع.
نظراً لِما يقومون به من دور فعال وحيوي في خلق بلسم يدواي من يتعرض إلى منغصات الدنيا وجُراحاتِها وماتحمله من هموم بدنية ونفسية وصحية.
وكانت قُلوبهم وأيديهم بيضاء للقاصدين والطالبين وما بَخلوا لأي طارق طرق أبوابهم كائناً من كان…بل هم السابقين في مداواة الناس وتشخيص الداء وإيجاد الدواء ما أمكنهم إلى ذلك سبيلا.
إنهم جيل الأوائل والبقية الباقية منهم وهم خير الرِجال وخير النِساء.
رَحِم الله الماضين وحَفظ الله الباقين…. ولو عرجنا قليلاً بِحديثنا الخاص عن فِئة من النساء المتميزات واللاتي قُمن بدور رئيس وحساس في تتطبيب المُجتمع ومداواته من الألام والأمراض…لوجدنا نَماذج كثيره من اللاتي أسهمن بشكل تلقائي وعفوي ومعرفي في خدمة أبناء وبنات جلدتِهِنْ في رفع المعاناة عن الجميع بدون تفاضل أو تمايز بل هي أقصى غاية الجهد والعطاء والإخلاص.
ومن هن هذه المرأة التَواقة إلى خِدمة أبناء وبنات مُجتمعها وجِلدتها والتي وضعت نُصب عينيها خِدمة الأجيال جيلاً بعد جيل حَيثُ قَضْت مِعظم حياتها كالنحلة التي تسقي رحقيها إلى من قصدها بِكُل رِضا نفس وطيبة قلب.
فقد كانت هذه المرأة الفاضلة بِحق تتميز بِمهنة الطَبابة القديمة بِشتى أنواعها ومِنها توليد النِساء ورفع المُعانات عنهُن في ذلك الزمان الذي كان ينعدم فيه الطِب الحديث…. بالإضافة إلى جبر الكُسور وتركيب بعض الأعشاب الخاصة بِبعض الأمراض في ذلك العصر الذي تنعدم فيه مُرَكبات بعض الأدوية والتدليك الموضعي لِبعض الرضوض والسقطات الفُجَائِية.
وقد نَقل أحد أقارِبها أنها مُتميزة في مِعرفة بعض موانع الحَمل للنِساء المُتأخِرات في الإنجاب حيث تقوم بتَشخِيصها وإيجاد العِلاج المناسب لِبعض الحالات.
وكانت سبباً بعد الله «عز وجل» في خلق الأمل لِؤُلئك النِسوة وإنجابهن للذرية التي يحلِمْن بها…. وفوق هذا وذاك كانت تعمل كُل ذلك بطِيب خاطر وسعة بال وكان باب بيتها مفتوح على مصراعيه للقاصي والداني جزاها الله خير الجزاء وأطال في عمرها سنين عديدة.
ألا تُعتَبر هذه المرأة الكفؤة رائِدة من رائِدات المجتمع…وأليس من الواجب مكافأتها على حُسن صنِيعها بِأن لا تُنسى ويُسَجل إسمُها في سِجل الخالِدات الاتي خدمن مجتمعهُن ومحيطُهن بكل أريحية وصدق ووفاء…فهي كانت ولا زالت كذلك.
وهي السيدة الفاضِلة
«أُم عبدالله» «حرم المرحوم الحاج علي أحمد اَل عباس»
وللعلم لا يخلو حي من أحياء سيهات قديماً من هذه النوعية من السيدات اللاتي على نفس المنوال وتركن أكبر الأثر في تمريض ومتابعة أحوال المرضى… بعد كل ذلك الا تَستَحق هذه الكوكبة المبدعة في مجال تخصُصها إن يُكَرَّمْن مِن قِبل رِجالات المُجتمع وأعيانهم في تكفل نشر كتيب عن تاريخ هؤلاء النسوة وماجادوا به من تاريخهن الناصع…. فهذه المرأة الجليلة وغيرها يعتبرن علامة فارقة ومضيئة وتراث حضاري لتاريخ مدينة سيهات العريق.
هذه المدينة الولادة للمُبدعين والمُبدِعات والمُتميزين والمُتميزات في شتى المجالات والإبداعات في مَنطقة القطيف على مدى السنين والعقود.