آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

قص ولصق الملالي

ليس من الحكمةِ أن تكون الكتابةٌ كلها حكمة ففي يومٍ حكمة وفي يومٍ طرفة وراحة للنفس من تعب الحياة كما قال إيليا أبو ماضي في قصيدته فلسفة الحياة:

ليس أشقى مّمن يرى العيش مراً

ويظنّ اللّذات فيه فضولا

أحكم النّاس في الحياة أناسٌ

عللّوها فأحسنوا التّعليلا

فتمتّع بالصّبحِ ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا

وإذا ما أظلّ رأسك همّ

قصّر البحث فيه كيلا يطولا

التنافس على الشهرةِ والابتداع شائعٌ بين الخطباء وكذلك التندر ونقل ما يحدث لبعضهم من طرائف. يمثل شهرا محرمٍ وصفرْ حلبةً يعرضُ القارئُ مهاراتِه في استحلابِ دموعِ الحاضرين والفوز بارتقاءِ منابر المحافل الكبيرة والمشهورة.

يحكى أحدُ ملالي القطيف عن آخر أنه زار البحرين قديماً في أحد المناسبات العاشورائية واستمعَ إلى خطيبٍ من البحرين. أجاد الخطيب في موضوعهِ ولما كان وقت رواية المصيبة قال ”يا مؤمنين أنا أشم رائحةَ حريق“ ارتبك الحاضرونَ قليلاً وهمَّ بعضهم بمغادرةِ المجلس فأردف الخطيب قائلاً ”لا... ليس الحريق هنا... إنه في كربلاء في خيامِ الحسين“. هدأ الناسُ وعادوا للمجلس وانفجروا بالبكاء.

أعجبت هذه الطريقة الملا الحاضر من القطيف  ففكر في نفسه لمْ لا؟ القطيف تشبه البحرين كثيراً، وما يستحسنه أهلُ البحرينِ لا بد أن يستحسنه أهلُ القطيف فقرر نقل التجربة كما هي. انتظر يوماً يكون فيه الحضور كثيفاً وارتقى المنبر وأجاد في موضوعه وعندما أراد ذكر حادثة كربلاء وكان في أحد أشهر الصيف فقال عندها ”يا مؤمنين أنا أشم رائحة حريق“ لم يدرك الملا أن معظم بيوت قرى القطيف حينئذٍ من جريد وسعف النخل حيث يكون هناك حريقٌ في أحدها تقريباً كل يوم. كما حصل في البحرين، ارتبك الحضور وأخذوا في التدافع للخروج من المجلس فقال الملا ”لا... ليس الحريق هنا... إنه في كربلاء في خيام الحسين“. اعتقد الملا أن الناس سيعودونَ للمجلس والبكاء ولكنهم عادوا له وأنزلوه من المنبر وأوسعوه ضرباً بالأعلام المثبتة على جانبي المنبر والتي كان من المفترض أن يَكسِرها خلال ذكره حادثة عاشوراء وكانوا يقولون ”احنا في ويش وهو في ويش“.

هكذا تكون نتيجة القص واللصق إذا لم نراعي الفوارق المكانية والزمانية والثقافية، قد ينتج خلاف المقصود!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 7
1
محمد
[ القطيف - أم الحمام ]: 10 / 1 / 2018م - 7:33 ص
أخي الفاضل إن ما ذكرته لا يخدم المنبر الحسيني المقدس وإنما يحط من قدره ويسقط هيبته في قلوب المؤمنين ، بينما المطلوب منا هو عكس ذلك.
هذا مضافاً إلى أن القصة التي ذكرتها حصلت في العراق في بلد كانت بيوته من حجارة والثاني في الأرياف وكانت بيوتهم من السعف والجريد وجذوع النخيل ، وليس في البحرين والقطيف المشتركتين في صناعة البيت من النخيل ، كما ذكر هذه القصة الخطيب الشيخ الهنداوي في كتابه الخطابة الحسينية.
فعلينا تعزيز مكانة هذا المنبر المقدس والحفاظ على هيبته.
2
أبو علي
[ القطيف ]: 10 / 1 / 2018م - 10:13 ص
هذه القصة ليس مكانها مقالة صحفية! فهناك الكثير من أمثالها في جعبة الناس و لكن تبقى خاصة بنكهتها الشعبية للدردشة بين رواد المجالس و ليس من اللائق ملامسة المنبر الشريف بحالة سلبية ابتدعها أحدهم لا يعرف أبجديات الآداب و المهارات المنبرية.
3
خادمة الزهراء
[ القطيف ]: 10 / 1 / 2018م - 6:59 م
رمتني بدائها وانسلت وأنتم أولى بها وأجدر
هذا مضافاً إلى أن ما ذكرتم فيه توهين للمنبر الشريف وخلاف تعاليم أهل البيت عليهم السلام.

والقصة المذكورة لا تخص القطيف بل لا أصل لها ولا سند ، وإنما هي مجرد قصة يذكرها أساتذة الخطابة من أجل التعليم ليس إلا.

والله الهادي
4
علي
[ القطيف ]: 11 / 1 / 2018م - 12:14 ص
للاخوة المعلقين: المنبر الحسيني يمثل في جانب كبير منه حالة اجتماعية وثقافية اضافة الى الجانب الديني منه، وبذلك فالمنظر ينبغي ان عرضة للنقد والتقييم الموضوعي بعيدا عن القدسية العمياء التي يتبناها بعض المعلقين هنا والتي لا تغني ولا تسمن.

شكرًا أستاذ هلال
5
طاهرة آل سيف
[ صفوى ]: 11 / 1 / 2018م - 9:13 ص
قصة طريفة لاتحمل في طياتها مساس بأي أمر حساس ، مضمون المقال هادف ، شكراً أستاذ هلال .
6
ابو زينب
[ القديح ]: 11 / 1 / 2018م - 12:28 م
مع احترامي لتعليقات بعض الأخوة ؛ إلا أن في رأيي من يعتقد أن تنزيه المنبر يكون بعدم انتقاد الخطباء حاله كحال من يعتقد أن الحفاظ على ثقة الناس في مستشفى ما يكون عن طريق التستر على أخطاء الأطباء ... سواء بسواء ..
7
أبو علي
[ القطيف ]: 11 / 1 / 2018م - 1:26 م
سامحك الله أخي علي.

قدسية عمياء!!!

عبارة مؤلمة جداً خطتها يدك!

ليتك تأملت قبل اتهامك و وصمك لأخوتك بنعت غير لائق بهم و بك.

غفر الله لك و لنا.
مستشار أعلى هندسة بترول