رحم الله الشيخ الجيراني
لم يقدر التحريض بدافع ديني استغلالا لاصحاب السوابق سوى لسفك الدماء البرئية وانتهاك الحرمات اعتقادا ممن قام بها بأنه المناضل الاعظم والشجاع الاوحد تنفيذا لوصايا الزعيم الروحي والذي يعتقد اولئك انه المخلص وماعداه مجرد خونة يجب استئصالهم وهم اعداء يجب ابادتهم.
ليس غريبا أن يرتكب من لا يؤمن بالاخرة الجرائم ولكن ان يرتكبها وهو مؤمن بانها السبيل للجنة فهنا العجب ولكن التقديس حاجب عن الحقيقة كما يعبر الكاتب حسن آل جميعان في مقاله.
والخطير في الموضوع أن يصبح مسلكا لكل مختلف كي يعتدي على من يختلف معه منطلقا من اعتقاده أنه حقه في ذلك باعتباره ضالا مضلا معاندا، متبعا قول من يقدسه وهي في الواقع عبادة وليست تقديسا لان التقديس احيانا لا يخرج عن اطار الاحترام ولكن العبادة هي اتباع المعبود فيما يامر حرفيا بل هي أشد لانه حتى العبادة لا تأتي سوى بعد الاقتناع باستخدام العقل ان المعبود هو اله مفترض الطاعة.
كلنا قرانا وشاهدنا كيف أن أحدهم في احدى الدول الافريقية امر اتباعه بان ينتحروا كطريق مباشر للجنة وامتثلوا له وانتحروا جماعيا!
والاسوء من ارتكاب الجريمة أو مايماثلها سوءا هو التبرير لها صراحة أو ضمنا.
والغريب انه حتى من يرفعون شعار الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان من العلمانيين أو غيرهم صمتوا بل ربما لم يهمهم لانهم من حزب المعارضة للمعارضة وبما أن الشخص المغدور ليس ممن يعتبرونهم ضمن حزبهم فلا بأس وربما تعاطفوا مع المعتدين حتى لو لم يفصحوا بذلك.
ربما يصمت الشخص خوفا على نفسه حتى لو لم يرض عما حدث وذلك قد يكون مبررا ولكن ان تسكت رضا عنه فتلك مصيبة أصابت الوجدان وشوهت الفطرة وتجد هؤلاء يرفعون أصواتهم معترضين على امور لا ترقى لهذ المستوى من الفضاعة وربما تافهة ولكنه ازدواج المعايير.
والطامة الكبرى لدى من لديهم عقدة المظلومية والنرجسيين ففي نظرهم لا يمكن أن يرتكب هذا الفعل الشنيع من هو محسوب على الطائفة وكأنه لا مجرمين بيننا بل هو مؤامرة!