الشعب والتدمير
يقول الشيخ حسن الصفار أن العرب يملكون طاقة تدميرية هائلة، وهذا الكلام تعبير دقيق عن الواقع وخصوصا لدينا والتدمير المقصود ليس فقط كما يتبادر الى الاذهان العمليات الانتحارية وماشابهها بل يشمل كل عدوان معنوي او مادي لفظي او عملي سواء كان موجها ضد البشر أو الحيوان او النبات او الجماد.
فمن ناحية البشر فالاعتداءات اليومية سواء داخل العائلة او ضمن المحيط الاجتماعي والتي لايرد منها لوسائل الاعلام سوى القليل نتيجة طبيعة المجتمع المحافظة حدث ولا حرج فمن الضرب الى الاهانات الى الاستيلاء على ممتلكات الغير وانكار الحقوق اضافة لتصفية الحسابات بأساليب قذرة وحتى وصل الامر كما نشاهد باستمرار للاعتداء على القصر والاطفال والتهديد بقتلهم أو قتلهم فعلا وهم في مهودهم ومن من؟ من الاب أو الام.
أما مايرتبط بالحيوان فذلك لا يحتاج لدليل ويكفي منظر القطط وقد دهست تحت عجلات المركبات بشكل دائم ينم عن تعمد في اغلب الحالات ان لم يكن كلها، اضافة لمن يستمتع بتعذيب الحيوان وقتله وهناك كثيرون يقتنون الحيوانات والطيور للزينة والتسلية ويهملون رعايتها وتزويدها بما تحتاجه من غذاء ورعاية طبية وبيئة مناسبة، يلفت نظري عندما أرتاد الاماكن العامة الحشرات وهي مقتولة على الارض بشكل ملفت للنظر فلماذا تقتلها وهي تسير في حال سبيلها ولم تضرك أو تؤذيك؟ في الدول الاخرى يذهبون بطلبة المدارس لاماكن تواجد الحيوانات لكي يتعلموا اهمية الحفاظ عليها وعدم ايذائها.
ومن ناحية النباتات والزهور في الحدائق العامة والتي وضعت أو زرعت لاعطاء منظر جمالي واثراء للبيئة نجد المرتادين يعبثون بها ويتركون أطفالهم يعيثون بها فسادا من باب اللهو.
أما الجمادات ومنها الممتلكات العامة كالجدران والارضيات فهي مسرح للعبث والتخريب سواء بالكتابة عليها واحيانا بالكلمات الغير اللائقة او بالقاء المخلفات والقاذورات واحيان اخرى بالتكسير كتحطيم المقاعد وألعاب الاطفال.
أعجبني فعالية قبل مدة في حديقة الشيخ علي عبدالله التميمي في الخبر برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية وتهدف الى اعادة التدوير والتوعية بها والدعوة لتبني الحيوانات المصابة بعد علاجها فشكرا لسموه والقائمين.