آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

التكريم لغة التميز والعطاء

جمال الناصر

لا يشك كل إنسان واع، أن المكرمين - الأفاضل -، في الحفل التكريمي، الذي جاء بعنوان ”رموز من القديح“، يستحقون التكريم، يقال ”أن تأتي متأخرًا، أفضل من أن لا تأتي“. إن المبادرة في نوعيتها، وإن جاءت متأخرة إلا أنها جاءت، تحمل بين ذراعيها، تجذيرًا لثقافة التكريم في المجتمع. إذًا لابد منطقيًا من الاهتمام بتكريم، الذي يستحقه - التكريم -، بعيدًا عن عدمية الاستحقاق أو المجاملة على حساب القيم، ليأتي التكريم في مكانه، ليعطي أكله الطيب.

إن لكل عمل اجتماعي سقف طموح، من خلاله يخضع لمعايير وأسس منطقية، وجميل أن يكون في زواياها مفعلاً، تفعيلاً إيجابيًا نوعيًا، لذا من الضرورة بمكان معرفة ماهية التكريم في معناه الثقافي والتربوي، وما يترتب عليه من مقومات، تتناسب ثقافيًا مع مسار الأمنيات، لتكون بوصلة عطاء في قادم الأيام. إن تكريم الإنسان لا يأتي لشخصة بقدر أنه يأتي للأعمال الخدمية والكفاءات العلمية المعرفية والثقافية والمنجزات الرياضية، وسواها من الألوان والمشارب، التي تصب، كنهر عطاءات في خدمة المجتمع ككل. وعليه فإن الدقة في اختيار المكرمين، هي القيمة النوعية فيه، وحين يخالجه الإسراف في تكريم من لا يستحقه، فإنه خبط عشواء، يفقد القيمة لونها ورائحتها.

إن معرفة تلك الجهود ودراستها، تفعيلها وإكمال تطلعاتها، لتكون منارًا، لتأتي الأجيال تبعًا لما قاموا به - الأولون - وقدموه، يتعلم من الأخطاء - إن وجدت -، صعودًا في تلبية الآمال والطموحات، لذا نسميها مجازًا ”صلة رحم اجتماعية معرفية ثقافية رياضية“. لنا أن نتصور المشهد الدرامي، الذي تمتزج فيه المشاعر الإنساينة والمواقف الأخلاقية، والتزواج المعرفي الثقافي، والرياضي، حيث يجلس الأجداد والآباء بجانب الأبناء، ليبعث في ”الزمكانية“، حالة الأنس والتواصل بين الأجيال المتعاقبة والمتلاحقة، ثمة انتشاء ذاتي وتلاقح عقلي. حينها سيشعر الأجداد والآباء، بأنهم لازالوا الضوء، الذي لا تخبو جذوته، لأنه يسكن الذاكرة لديه، ولدى الأجيال.

حقيقة وليس مجازًا، حيث المجاز قد يغري الماء، ليكون كأس فراولة أو آيس كريم بطعم الفاكهة، فإن مبادرة التكريم، مبادرة قيمة في محتواها، والمجتمع الذي يكرم رموزه، يتمتع بالحياة والحيوية. كلنا أمل في أن التكريم لا يقتصر على الرجل، لينحني تواضعًا وألقًا، فخرًا واعتزازًا في تكريم المرأة في القديح، فإن المرأة في القديح أثبتت جدارتها علميًا ومعرفيًا، كالأخت صفات الورش، التي حصلت على شهادة الدكتوراه في الكيمياء العضوية بالولايات المتحدة الأمريكية، والإعلامية انتصار آل تريك، التي كتبت عن الرياضيات الذكية، والمرأة في العمل الاجتماع، كالأخت أميرة الناصر. وعليه حين تسعى لجنة ”سفير النوايا الحسنة“، لاستقصاء النساء المتميزات في القديح، ستمتلئ حصيلتها العددية بالأسماء، التي تستحق التكريم، ولعلمنا المسبق بأن هناك أكثر من مهرجان تقدير وتكريم ضمن أجندة اللجنة، وعليه نبني أطمئنانًا بأن المستحقين سيطالهم التكريم وإبراز ما قدموه للوطن والمجتمع عاجلاً أم آجلاً.