أسعدوه كما أسعدتموها
لأنها أدخلت السرور بحركات طفولية بريئة قابلها المجتمع بحفاوة كبيرة وتكريم غير مسبوق، لفتة جميلة من فئات وأطياف المجتمع أسعدوا بها تلك الطفلة في موقف جميل أحدث ضجة ناعمة.
في المقابل انتشر مقطع في الأيام الماضية لمجموعة شبان يعتدون ويسيئون لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في مشهد استنكره المجتمع بقوة، ولأن مجتمعاتنا سليمة الفطرة ولله الحمد رفضت رفضا قاطعا ما أقدم عليه أولئك الشبان من جريمة هزت قلوب ومشاعر الناس.
الآن وبعد أن طالتنا أخبار مفادها القبض على الجناة لتتولى الجهات المختصة الإجراءات والتدابير اللازمة حيال جريمتهم وفق القانون، فإن على المجتمع أن يبادر بوقفة إنسانية تجاه هذا الرجل، إكراما له وتقديرا لشخصه وعمله وكفاحه، أتمنى شخصيا أن نسمع بمبادرات وتحركات إجتماعية داعمة لذلك الرجل المكافح وأن يلتزم المجتمع بالنهج الذي خطه ورسمه تجاه الطفلة عيوش في مبادرات رائعة، ويكرر تلك المبادرات مع شخص الرجل المساء إليه في المقطع المنتشر.
ولأن ما جرى على الرجل آذانا وأزعجنا وخدش تعايش واحترام المجتمع، فعلى المجتمع أن يحذو ذات الحذو وينهج ذات النهج ويسلك ذات المسلك الذي سلكه ليكرم تلك الطفلة التي أسعدته إن يكن مطالبا بأكثر من ذلك.
ولا أقل أننا كمجتمع بحاجة لإبراز الجانب الإنساني والعاطفي واللحمة الاجتماعية التي طالما تغنينا بها، فمن الأولى الآن طرق باب هذا الرجل للوقوف والتضامن معه ورفض تلك الأفعال المشينة، وحيث أن هذه المبادرة المنشودة تمثل المحك والاختبار الحقيقي للمجتمع تجاه واجباته ومسؤولياته وإنسانيته.
المفارقة أن أولئك الشبان حاولوا الاستقواء والاستهزاء على شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لينتهي الصراع بتغلبه عليهم بالضربة القاضية، فاليوم يستهزء المجتمع بأولئك الفتية ويقف احتراما وإجلالا لهذا الشاب الذي أثبت رجولته في المشهد وفي الحياة ككل، بينما أثبت أولئك الفتية بأنهم معاقون ومحتاجون للتأهيل الاخلاقي والاجتماعي.