ما أكثر الحمقى
يقول الشاعر العربي أبو العلاء المعري:
لكل داء دواء يستطب به الا الحماقة أعيث من يداويها
والحماقة اذا ذكرت فالجميع يفهم معناها دون شرح وتوضيح لكن انطباقها على أفراد بعينهم ونتيجة تصرف وسلوك معين فهذا هو الاصعب الا على من تأمل.
دائما مانواجه بحمقى أينما ذهبنا وأينما تواجدنا وهؤلاء الحمقى لايدركون أنهم كذلك بل يعتبرون الحماقة ذكاءا ولايعلمون أو لايودون ذلك أنهم يضرون أنفسهم ويضرون غيرهم.
يتفنن الحمقى في أساليب الجدل العقيم والهروب من طائلة القانون وماينبغي فعله خدمة لأنفسهم أو تجنيب غيرهم الضرر.
قبل أيام ذهبت لمحطة الفحص الدوري للسيارات وكانت هناك بعض التحذيرات من التلاعب لاخفاء العيوب والتي تم نشر بعض الامثلة عليها من خلال الصور التوضيحية والتي تدل بالفعل على حماقة من يحاولون ذلك ومن ضمنها أرضيات مهترئة لاحدى السيارات والتي حاول احدهم اخفائها عن أعين الفنيين من خلال وضع مواد ليست ضمن مايصلح لذلك وواضح أن عدم اصلاح هذا العيب ربما يؤدي لسقوط أي راكب ومعلوم عاقبة ذلك لكن تعال وأفهم صاحبنا والذي لو قلت له لتعذر لك بمليون عذر من عنده كي يثبت انه على حق وان من وضع تلك الاجراءات مخطئ ولايرنو من وراء ذلك سوى التعقيد وجني الاموال وغيره.
والشعوب المتخلفة عموما تسودها الحماقة ثقافة ونمط حياة واللف والدوران ومخالفة القوانين وسلوك عكس كل ماينظم حياتها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
تضع الجهات المعنية القوانين والتي لو طبقوها والتزموا بها بغض النظر عن التشكيك في قصد من وضعها لكان في مصلحتها والجهات الدينية تؤكد وجوب الالتزام بالانظمة وحرمة تجاوزها لكن الشعوب الجاهلة والحمقاء لا تهتم بمعرفة الرأي الديني ولا يهمها العواقب السيئة جراء عدم الاتباع.
ولايقتصر الامر على الالتزام بالانظمة الرسمية بل بكل سلوك يعود عليهم بالنفع ويجنبهم مساوئ ماعداه.
وتجد تلك الشعوب تفتخر بأنها خالفت وعربدت واستهترت وضربت بعرض الحائط كل أمر محمود وعمدت لفعل كل قبيح ومستهجن لدى غيرهم ممن اتخذوا التحضر سبيلا ووسيلة للارتقاء بحياتهم وعلاقاتهم عموما.