بناء المستقبل
عمل صبي في مجلس تجار، يصب القهوة ويرعى بعض شؤونهم ورغب أن يقتدي بهم لعل شيئا من رياح المال والشهرة تهب نحوه.
امتلأ بطنُ أحد التجار الجالسين ذات مرة فأخذ يتمايل ليخففَ عن نفسه ثقل الأكل. لم تنفع محاولاته في التجشأ أو الحركة البسيطة ولكنه أكثر على ما يبدو في الضغط على صمامِ أسته فأصدرت الصوت المألوف! لم يشأ بقية التجار والأغنياء أن يحرجوه فقال له أحدهم يرحمك الله، يعني أنه عطس ولم يضرط، وكرر الباقون رحمك الله.
أعجب ذلك العمل الصبي فقرر في نفسه القيام بذات الشيء ليلاقي استحسانهم ورعايتهم.
انتظر الجمعة التالية وعندما قام لصبِ القهوة أخذ يضغطُ على أسته ليخرج نفس السيمفونية ولكن ليس كل ما يتمنى الفقيرُ يصبح واقعاً فيما يشكل مستقبله، فخرج الصوت من أنفسه عطسة.
تصور الشابُ أن الأغنياء يقولون له رحمك الله لأنها إذ لم تكن ضرطة فكانت عطسة، ولكن القوم رموه بأحذيتهم وقالوا كيف تضرط في حضرتنا وصرفوه من خدمتهم.
تعلم الصبيُ درساً في الحياة وهو ليس العلم والذكاء أو العادات الحسنة من يعطيك مكانتك التي تستحقها، ولكن المال يعطيك مالا تستحقه..