ما صحة رواية «ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه وطسوت» في فضل الحسن المجتبى (ع)
حوارية «36» ما صحة هذه الرواية؟
حدثنا أبو محمد سفيان، قال:
حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش، قال: حدثنا أبو «2» موسى، قال: حدثنا قبيصة بن إياس، قال: كنت مع الحسن بن علي وهو صائم ونحن نسير معه إلى الشام وليس معه زاد ولا ماء ولا شئ إلا ما هو عليه راكب، فلما [أن] غاب الشفق وصلى العشاء فتحت أبواب السماء وعلق فيها القناديل ونزلت الملائكة ومعهم الموائد والفواكه وطسوت وأباريق وموائد تنصب «4» ونحن سبعون رجلا فنقل من كل حار وبارد حتى أملينا «وامتلأ»، ثم رفعت على هيئتها لم تنقص. [1]
بوسجاد نرجوا الإفادة على هذه الرواية هل هي صحيحة أم لا؟
بسمه تعالى:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة الرواية وجدتها في مصدر من مصادرنا لكن رجالها من أبناء العامة.
وإذا وصل الموضوع إلى المعجزات والكرامات لا سبيل للعقل في الخوض في مثل هذه الأمور بسبب عدم إدراك ماهية الغيب ومحدودية العقل فيه.
أما من ناحية المنافاة العقلية من حيث دائرة الإمكان لا إشكال فيها بمعنى أن الممكن في هذا الوجود له صورتان:
1 - وجود حسي مقرون بالسبب والمسبب مثل الأثر يدل على المسير والبعرة تدل على البعير وهذا ما يدركه العقل بالطبيعة عند الناس جميعاً
2 - الصورة الثانية لها وجهان
أ - عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود أي
قد يكون الحدث وقع جزماً وقطعاً لكن غير متصور عقلاً واقعاً مثاله «حضور عرش بلقيس من اليمن إلى فلسطين»
كما في قوله تعالى ﴿﴿قالَ عِفريتٌ مِنَ الجِنِّ أَنا آتيكَ بِهِ قَبلَ أَن تَقومَ مِن مَقامِكَ وَإِنّي عَلَيهِ لَقَوِيٌّ أَمينٌ﴾ [النمل: 39]
ب - الشهود العيان بمعنى قد لا يتصوره العقل ويكون شيء عنده مستحيل ولكن الشهود يبطلون هذا التصور مثاله «حضور أمير المؤمنين علي لتغسيل سلمان المحمدي من المدينة المنورة إلى المدائن في طرفة عين وتغسيله وتكفينه والصلاة عليه ثم تشييعه ودفنه» [2]
وقد نظم أبو الفضل التميمي هذه الحادثة، فقال:
سمعت مني يسيراً من عجائبه
وكل أمر علي لم يزل عجبا
أدريت في ليلة سار الوصي إلى
أرض المدائن لما أن لها طلبا
فألحد الطهر سلماناً، وعاد إلى
عراص يثرب والاصباح ما قربا
كآصف لم تقل أأنت بلى
أنا ب حيدر غال أورد الكذبا
وكذلك «حضور السجاد في دفن الأجساد»
أن النبي الأكرم ﷺ حضر دفن الامام الحسين وكذلك أمير المؤمنين والامام الحسن والامام زين العابدين مع جبرئيل والملائكة الذين ينزلون إلى الأرض» [3]
هناك مقولة «وخير ما شهد به الأعداء» بحيث لو ذكرت فضيلة لأحد الأئمة من شيعتهم ربما يتبادر للذهن الانحياز لهم بسبب حبهم لهم
فيكون تصديق الخبر يحتاج لقرائن عدة لتوثيقه ولكن لو صدر من مبغضيهم فنعلم أنه حق لأنه صدر منهم على كره وهم أشد الناس على أن لا تذكر كرامات ومعاجز أهل البيت وعليه بما أن الرواية حسب المعطيات السابقة لا تنافي مطلق العقل وبالإمكان ولا تنافي ضرورة نصية من كتاب الله وعترة أهل بيته
ولها شاهد شبيه في القرآن الكريم
في قوله تعالى ﴿قالَ عيسَى ابنُ مَريَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أَنزِل عَلَينا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكونُ لَنا عيدًا لِأَوَّلِنا وَآخِرِنا وَآيَةً مِنكَ وَارزُقنا وَأَنتَ خَيرُ الرّازِقينَ﴾[المائدة: 114]
فنحملها على الصحة هذا والله اعلم
مصدر الرواية وجدتها في مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 3 - الصفحة 235
أسأل من الله أني وفقت لرفع الشبهة هذا والله اعلم.