أهل الخير امتنعو عن دفع الزكاة والصدقات، ولا الراتب مايكفي الحاجة
الحقيقة أذكر هنا وأسرد في هذا المقطع موقف من عدد كبير من المواقف التي لربما تمر علينا بشكل يومي في حياتنا، ولعل أبرز ما في الموقف الذي سأسرده هو أن تبكي وتدمع عينيك لأجل مشهد يشعرك بأن الراتب أصبح غير كافي ولا يقضي باللزوم لبعض الموظفين ولاسيما الموظفين على وظائف تعتبر قليلة الدخل ”رجال أمن شركات خاصة“ ومن شابهم في الوظائف ولو اختلفت المسميات.
أو أن بعض الأغنياء وأرباب العمل، وملاك الشركات والمؤسسات وأصحاب الخير، امتنعوا عن فعل الخير، أو امتنعوا عن دفع الزكاة والصدقات في وقتنا الراهن، والدليل كلما كثر المحتاجين في عصرنا الحالي والحاضر، يدلل لنا بأن الزكاة والصدقات وأموال وأفعال الخير ”قلت بكثير“ أذا تنامت الحاجة لدى فئات الموظفين وأصبحو لايستطيعون قضاء حوائجهم وألتزاماتهم الأسرية، فهذا دليل أيضاً بأن الحاجة أصبحت اليوم ملحة جداً، وأصبح الكثير من أبناء وبنات المجتمع رهن الفقر والبؤس والعزاء للأغنياء والحاجة للناس.
في الماضي نرى ونسمع ونشاهد بعض الأسر التي فقدت عائلها أو عائلها لايعمل بسبب أمراض صحية، أو بأسباب أخرى، تمد يديها للناس بطلب الحاجة، وبعض من هذه الأسر تموت من شدة الفقر ولم تمد يديها والأسباب ”كرامة الأنسان“ ياأخوان ويا أخوات، كرامة الأنسان غالية جداً جداً جداً، فما بين هذا وذاك أشخاص وأسر وعوائل تحتاج زكاتكم وصدقاتكم وفزعاتكم...
فحينما نرى البعض من الموظفين اليوم يطلب المساعدة المالية أو قضاء لبعض مستلزماته الأسرية، والأسباب واضحة ولاتحتاج للتفسير، بأنه محتاج مساعدة، وراتبه لم يعد يغطي أحتياجاته، ولم يعد يفي بألتزاماته، أن كان رب أسرة ولديه أطفال ولديه أسرة من أهله يعولهم ولديه أب وأم مريضين، مالعمل أن كان راتبه لايتجاوز ”3000 ألاف ريال“ ومنزل أيجار، وفواتير كهرباء، وفواتير ماء وفواتير تلفون، وأنترنت ومأكل ومشرب وسيارة، فماذا تعمل ”3000ألاف ريال“ في هذا الزمن لعائلة مكونة من عدد يتجاوز 5 أفراد...
أخواني أخواتي بادرو في نشر السمو والألفة والمحبة والعطاء ونشر الزكاة والصدقات في وقتها، بادرو في دفع مستحقات الخير وأهل الخير، بادرو بالقيام وتبني قضاء مستلزمات الأسر الفقيرة، أبحثو في أوساطكم وجيرانكم ومحيطكم القريب والبعيد ووسط أهاليكم، عن من هو بحاجة مساعدة، الظروف صعبة والرواتب لاتغطي الألتزامات، وهذه هي الحقيقة، لكي لايقع الفأس في الرأس، ونلوم أنفسنا، ونقول أنتشرت الجريمة والسرقات وأنتشرت اللا أخلاقيات في المجتمعات ”الفقر أكبر مجرم“ يقول الأمام علي رضي الله عنه ”لو كان الفقر رجلاً لقتلته“ فما بالك ببعض الأسر وبعض الموظفين وبعض العوائل الفقيرة والتي لاتستطيع المعيشة ومواكبة الظروف في عصرنا الراهن ماذا تعمل أتجاه الحاجة وظروفها الخاصة التي ولدت معهم...
الزكاة الصدقات أعمال الخير، أنشروها بادرو بدفعها في أوقاتها، فهناك بعض الأسر بحاجة وستبقى بحاجة، لأنها ولدت في ظروف وفي رحم المعاناة وفي رحم الفقر، وستبقى هكذا لحين مايأتي رجل الخير وفاعل الخير لأنتشالها من هذه الظروف، لاتنتظرو الفقير وصاحب الحاجة يأتيك لمنزلك وإلى بابك يطرق عليك، حتى تُهان كرامته، وتذل عزته، ويتصبب عرقه، لأجل يستخرج منك الزكاة والصدقة...
أذهب أنت وبادر وأبحث في محيطك القريب والبعيد وبين جيرانك، من هم بحاجتك، فالخير الذي أنت وأنا والغير ينعم فيه هو من الله لذلك يجب أن يذهب لمن يستحقه، أن كان الخير بيدك وقبضت عليه، فماذا فعلت بهذا المال، أتعلم أنك حرمت نفسك من فعل الخير، وحرمت غيرك من الأستمتاع بما رزقك الله به، أتعلم أنك محاسب على هذا المال الذي بين يديك، أدو الآمانة لمن يستحقها، فهذا الرزق والخير الوفير الذي بين يديك ليس لك لوحدك، أخرج صدقاتك وزكاتك في وقتها، وسد حاجة الناس، فلعل دعوة في ظهر الغيب من أحدهم تحفظك وتحفظ عيالك وتحفظ مالك وتزيد رزقك وتدر عليك الخير وتدفع عنك المكروه والضرر...
لعل دعوة من لسان أنسانه عاجزة ودفعت عنها البؤس والفقر كانت أقرب إلى الله فزادت صفقاتك وزادت خيراتك وتنعمت بالصحة والعافية أنت وأهلك ورحمك...
أخواني أخواتي الخير الخير الخير، بادرو برسم أبتسامة على وجه فقير، محتاج، صاحب حاجة، ليس المال فقط هو وسيلة لدفع الضرر، فأفتح أبواب رزق الآخرين بالوقوف معهم في أحلك ظروفهم، أن أستطعت أن تقدم له وظيفة قدمها بكل فخر فأنت سعيت لدفع الضرر عنه وسعيت لفتح باب رزق له فلك الأجر مرتين، أن أستطعت أن تدعمه في تعليمه فأفعل ذلك فأنت سعيت لتكفه عن الشر وتخلق له بيئة صلاح وخير ومستقبل واعد، أن أستطعت أن تدعمه في قضاء مستلزماته الأسرية فأنت قضيت عنه حاجة وفرجت هم وفرجت عنه كربة لم ينام الليل بأسبابها، ولن ينساك الله ف ربي وربك اكرم مني ومنك بالضعف في الخير والزاد والتقوى، أن أستطعت أن تعينه على علاج وأجهزة طبية لذويه فأفعلها ولا تنتظر أحد يطرق بابك، أو تسمع أنين وبكاء المحتاج لتصحو من نومك وأنت تغرق في نوم هادئ وفي قصر أو منزل مُلك أو وسط ذريتك وأهلك وأصدقائك فلا تعلم ماهي ظروف الآخرين وكيف يعيشونها بالفقر...
هناك في محيطك وبجانب منزلك وفي وسط أهلك وأقربائك من هم بحاجتك، من هم بحاجة ماسة لمساعدتك، أبتسم وأدفع وأعطي وأمنح، فسوف تحصل على نتيجة دفع البلاء عنك وعن أسرتك والتوفيق في حياتك فلا تبخل أبداً، وتقول هذا غير محتاج وتصنف بمزاجيتك أصحاب الحاجة وأصحاب البؤس والفقر...
لنقدم الخير والمساعدة للفقراء، هل يتطلب على الفقير أن يقف على باب منزلك أو باب شركتك أو باب محلك التجاري وثيابه رثة ومتسخة، ويأتيك حافي القدمين ووجهه أشعث وأغبر، هل ننتظر هذه الصورة لنتأكد أنه صاحب حاجة وفقير وغير مستطيع...
أليس من حق ”الفقير وصاحب الحاجة والبائس“ أن يقف أمامك ”بكرامة وبعزة نفس“ أليس من حقه أن تحافظ على كرامته، وأن ترفع رأسه وتقيه حر الصيف وبرد الشتاء، وهو يقف امامك، لماذا أصبحنا نصنف الفقراء بمزاجية، وأصبحت الصورة التي يجب أن نراهم فيها هي ”البؤس والألم والحزن“.
سوف يأتيك صاحب الحاجة اليوم ولديه موبايل، وسيارة، وملبس وغيره من الأكسسوار، وهو فعلاً صاحب حاجة، أرهقته الديون، وأرهقته الحاجة والوقفة على بابك وباب غيرك، لينتظر وقفتك ومساعدتك وفزعتك، سيأتيك بكامل اناقته وأجمل حلة وصورة، فهذا أيضا فقير ومحتاج، هل أستوعبت ياسيدي/ياسيدتي، أن الفقر، والظروف الحياتية الصعبة، والتي ألقت بظلالها على بعض البشر، لابد لنا وقفة ولابد لنا من تعليق الجرس، لنقول للجميع بادرو بفعل الخير في كل مكان وفي كل زمان، وبدون عنصرية وبدن طائفية ”لاتقول هذا مسيحي، وهذا شيعي، وهذا سني، وهذا درزي“ لكي تساعده وتقدم له يد العون، أزرع الأبتسامة في وجه من طلب منك المساعدة.
الشتاء على الأبواب، كم من المنازل القديمة التي تتسرب مياه الأمطار بها، وكم من الأسر الفقيرة وسط القرى والمدن، تنام على هدير الماء، ومنازلهم لاتتعدى 100 متر مربع، وفيها عدد هائل من أفراد الأسرة، فمن ينام الليل في هذا المنزل لايستطيع النوم نهاراً من ضيق المكان وزحام الأنفس به، الشتاء والخيرات من الأمطار التي يفرح بها الأغنياء وأصحاب الفخامة، هناك أسر وعوائل تدعو الله الليل والنهار باللطف والرحمة، لدفع الضرر عنها كل شتاء.