حلاوة الظفر تمحي مرارة الصبر «المرأة السعودية»
بعد المخاض العسيرللمرأة السعودية واللذي أستمر عقوداً طويلة بكل ضراوة وعتي بعد أن حكم عليها في ظل حكومة تسعى للتقدم والازدهار كغيرها من الدول المتقدمة ان تتجاهل شراكة المرأة والتي هي نصف النسيج الاجتماعي، وبحجم ما لديها من الملكات والإمكانات البشرية أن تساهم وتشارك في المنظومة الوطنية مثل نظيرها الرجل وتختار ما يليق وترفض كل ما يمس من كرامة وحقوق.
القرارات التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله إنما هي قفزة إنتقالية شديدة الإتزان، تؤكد أن هناك إرادة سياسية ساعية بقوة لبناء مسار جديد ومضيء للوطن نامياً به محلياً وخارجياً، ومؤشراً قوياً في مختلف الأطراف في العالم، في التعامل معه ومحو الصورة القديمة الواقعة تحت سيطرة المتشددين مما سبب الكثير من الأذى والإساءة، ومنعها من عضوية منظمات عالمية كثيرة، واعطت مصوغاً للهجوم الإعلامي حولها.
رغم إمتعاض كثير من المتشددين، حول تلك القرارات المفاجئة من قيادة المرأة للسيارة، وتعيين نساء في مواقع بارزة، فضلاً عن فرض قوانين للجم المتشددين والمتطرفين، وقوانين أخرى لتمكين المرأة بالمستوى الذي يايق بتميزها وتقدمها العلمي والثقافي والإقتصادي والتكنولوجي، إنما هي لصدمة عنيفة لمتلقيها من ذوي الخلفيات والعقليات النمطية والتي عرفت بتهميشها وقمعها للمرأة وطاقاتها وانخراطها في خدمة وطنها تأسياً بجميع نساء العالم أجمع. واستنقاص قدراتها وإمكاناتها.
الرؤية المستقبلية لملكنا سلمان، هذا القائد الجريء حفظه الله ونظرته الثاقبة وثقله الوجداني والعقلي والحضاري، جعله يقرر بأهمية إشراك المرأة السعودية، وخرطها في كل المجالات الوطنية، وحنى السياسي منها، ليقينه أن الأمور السياسية للأقوياء، فكراً وعقيدة، ولا علاقة للنوع البشري ولا التركيبة الجسمانية للرجل والمرأة، بل للتكامل الطبيعي للبشر، كوحدة إنسانية، مكتملة الأهلية والنضج والروئ ولإيمانه بأن هذا المرأة السعودية فاعلة وقادرة على العطاء لشعبها ووطنها بما وصلت إليه من تقدم علمي وفكري وإزدهار.
أن من أستطاع زحزحة حجر النمطية والفكرالمستهلك البليد العملاق، عن طريق النماء والحداثة والتجديد بالعلم والفكر والدراسات، رغم كل الصعوبات والعقليات والموروثات البائدة، لهو رجل المرحلة بحق ورجل التغيير المنشود فعلاً.
إمتنانا وشكرنا أيها الملك الكريم، لقرارك الحكيم وإعتقادك القويم، وإيمانك بأن المواطنة السعودية؛ واقع محوري من الحياة الإجتماعية، وقوة منتجة في كل المجالات والتخصصات، وتواجدها ضرورة وحقيقة غير قابلة للإخفاء، فالوضعيات والتطورات والإحتياجات، فرضت وجودها وأهميته لإكمال النقص الفطري في البناء والإنماء.
أخواني المتشددين، وأخواتي المتشددات، هذة سنة الوجود التكويني لها من رب العباد، خلقا ليسعيا معاً في إتجاه البناء والعطاء ألا محدود، في عمارة الأرض، متساويان في القيّم الإنسانية، وجعل مقدار التفضيل بينهما؛ ”العمل الصالح“.
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ التوبة «71».