ثورة الإمام الحسين (ع) وسر الخلود
في كل عام لنا في العشر واعية تطبق الدور والارجاء والسككا
رحم الله السيد جعفر الحلي الذي تمثل بهذه الملحمة الحسينية الرائعة والتي يصور فيها النهضة الحسينية وكيف أمتد ويمتد تأثيرها في كل الارجاء إلى قيام الساعة.
وكيف أن الحسين سيبقى ويبقى خالداً بروحه وشهادته ورسالته فما هو سر خلوده وثورته «:
1 - ثورة الإمام الحسين لله وفي الله:
تكفل الله تبارك وتعالى بتخليد ثورة الامام الحسين لأنها له سبحانه التخليد الالهي» وما كان لله سبحانه يبقى أبد الدهر ولا يزول حتى وإن حاول الطغاة اخفائه ومحاربته والسعي ضده، وقد حاول من حاول على مر العصور ولكن ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون﴾. [1]
والشهيد خالداً بطبعه حي لا يموت حتى وإن غاب مادياً فهو حي يرزق روحياً عند ربه ﴿ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون﴾. [2]
2 - لم تكن ثورته دنيوية:
فلم يخرج طالباً لملك ولا جاه ولم يخرج فيها للإفساد ولا للباطل «صلوات الله عليه» بل لطلب الاصلاح في الامة «إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً» فمن يخرج لله تعالى لا يمكن أن يخرج للدنيا أو للظلم والإفساد.
3 - إنها كانت ثورة للإصلاح:
كما قال وبيّن في خطبته «إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر» وهذا ما عزز لهذه الثورة الخلود والبقاء، قال الجليل تبارك وتعالى ﴿وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض﴾. [3]
4 - ثورة للدين والآخرة:
وأقرب مصداق في هذا الباب قوله «إن كان دين محمد لن يستقيم إلا بقتلي يا سيوف خذيني» فلم يثور ولم يقتل صلوات الله عليه إلا من أجل الدين والعقيدة.
ولقد انبرى الكثير من رموز العالم أجمع للحديث عن خلود ثورة الامام الحسين وأنها كانت من أجل الدين والحرية والسلام، فهذا الدكتور محمد رفيق تاور «4[4] ، يقول في خلود الثورة الحسينية إن قيام سبط النبي ﷺ» الإمام الحسين « للدفاع عن دين الله وشريعة محمد ﷺ والقيم الانسانية وفدا نفسه لأجل ذلك لا ينسى ذكره أبداً بل تبقى تلك الفدية العظيمة في قلب البشرية إلى أبد الآباد. [5]
«ويقول الشيخ الكبير محمود شلتوت[6] إن الحسين ضحّى بكل ما كان عزيزاً عليه ابتداءً بحياته فأصبح شهيداً خالداً لدعوته ودينه فاستحق كل الثناء والاحترام. [7]
وغيرهم كثير قد سطروا كلمات الخلود في حق هذه الثورة الالهية المباركة التي ثار فيها الإمام الحسين ضد العصيان والطغيان من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض، ومثل هذه الثورة وصاحبها لا يمكن أن تخمد ولا تنتهي فهي باقية ولا تزول، فسلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم لبى ويلبي نداء ربه.