عندما يتحدث الصفار...
القطيف من المدن التي تشهد كل عام مجالس متعددة ولكل اتجاهه وطريقته في تناول المواضيع والسيرة الحسينية؛ والمميز معدود؛ وبلا شك ان الخطاب في محرم الحرام ارتقى وتقدم كثبراّ... وفي هذه العجالة سنتناول مجلس الشيخ الصفار.
في ليلة الثامن من المحرم... تحدث الشيخ الصفار عن التفكير... وعرفه بتعريف يقترب جداّ من تعريف فتحي جروان «المتخصص في التفكير» التّفكير هو سلسلة من النشاطات العقليّة غير المرئيّة التي يقوم بها الدّماغ عندما يتعرّض لمثير يتم إستقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة، ويعيدك هذا الحديث الى طريقته في تناول المواضيع والعناصر المتشعبة.
وفي الواقع.. فإن الشيخ حسن الصفار إنقطع عن الساحة وعن القراءة في شهر محرم لعدة سنوات؛ بسبب المرض؛ وبسبب انشغال الساحة بمجموعة تجاذبات متعددة في البلاد.
وبالرغم من مرور هذه السنوات لم تتغير لغة الشيخ الصفار المعتدلة؛ ودعوته للحوار والوحدة والوسطية في البلاد؛ وهذا يشير الى العمق الاستراتيجي في إختيار الخط والمنهج الذي. اختاره الشيخ حسن الصفار... اليوم أصبح هناك. قدرة على الاستماع والمحاورة والنقاش في أمر البلاد بخلاف الأمس الذي يمكن ان لايسمع فيها الكلام؛ في هذه الفترة يعود فيها الشيخ حسن الصفار الى الساحة وهو كامل الحيوية والقدرة على تحليل الأوضاع الأجتماعية وتوجيهه للرسائل من جديد.
يعد الشيخ الصفار من الخطباء المؤثرين والمقبولين اجتماعياّ بالنظر الى النقاط الايجابية التي يحملها منها:
1/ الوسطية والأعتدال في الطرح.
2/ الوضوح والفرادة في الأسلوب.
3/ الليونه في التعامل مع الطرف الآخر.
4/القدرة على مناقشة المسائل الدينية والثقافية
5/ سعة الاطلاع والمتابعة
6/ الحداقة في التعامل مع المواضيع المتعددة.
من هنا يقصد المؤمنون هذا المجلس وتعود مزودة بنظرة مختلفة للتراث الاسلامي والأحداث الجارية هذه الأيام؛ ويكمل نجاح مجلسه باستضافته الموفقه للخطيب الحسيني الملاّ حسين الفضل المؤثر في ايراده للأبيات المختصرة لمصائب الامام الحسين 
وأصحابه في أرض كربلاء.
هذه العودة الجديدة في مجلس الشيخ الصفار في مقرها الجديد وبأيد كوادر شبابية؛ فاعلة ومحترمة.. ولا نود الاثقال عليهم بإشغال الوقت السابق للمحاضرة بذكر آيات من الذكر الحكيم؛ او قراءة سيرة الامام الحسين ؛ كما وردت في رواية ابي مخنف او غيره.
هذه القطيف الولادة للطاقات والخطباء المبدعين
والمصلحين والاجتماعيين.. امثال الشيخ حسن الصفار؛ والسيد منير الخباز؛ والشيخ فوزي آل سيف؛ والسيد ضياء.... والقائمة كثيرة في هذا المجال.
