وقفة تأمل مع العلمانين
أعظم سمة ودعامة عند المتقين إيمانهم بالغيب، وهذا الإيمان الغيبي مقدمٌ على كل الفرائض والعبادات بل هي متفرعة منه يقول تعالى في محكم كتابه:
﴿الم «1» ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ «2» الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾
ومشكلة حملة الفكر العلماني من المتدينين وغيرهم كفرهم بكثير من الغيبيات الثابتة وتدرعهم ببعض «هفوات بعض الخطباء والعلماء» ولكل عالمٍ هفوة ولكل خطيب نبوة والعصمة لأهلها، بل إننا نلاحظ اليوم تعديًا حتى على الخطوط الحمر مثل عصمة الأئمة وعلمهم بالغيب من الله تعالى بالتبع وليس بنحو الاستقلال ونرى أصحاب هذا الفكر والمنهج العلماني السقيم يخلطون الغث بالسمين والصحيح بالسقيم، وطبيعتهم عدم العلمية والموضوعية وعدم إعمال العقل السليم من خلال الرجوع إلى مرجعية القرآن الكريم والسنه وإعمال المنهج العقلي التفكيكي القائم على التحليل العلمي والعقلي الموضوعي الموصل إلى الحقائق ولكنهم يعتمدون على مقياس الهوى ويدعون أنهم أساس العلم وأهل الثقافة ودعائم التنوير وما من سمة حسنة إلا وهي فيهم والنَّاس همج رعاع أتباع كل ناعق وهم حكماء الأمة وعقلاء المجتمع وهم في الحقيقة يحملون السُم الزعاف ويبثونه بأراجيفهم وألاعيبهم وشعاراتهم ولا حرمة عندهم لمرجعٍ كبير ولا لعالمٍ نحرير فهم لا يقاعون الحجة بالحجة والدليل بالدليل والفكر بالفكر بل عملهم السخرية والتهكم والمهزلة والتضاحك إلى غير ذلك ويدعون أنهم المصلحون ﴿وإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون﴾.
«والمعضلة الكبرى عندهم اليوم تعديهم على عصمة الأئمة والأنبياء ومقامتهم الثابتة بالقرآن والسنة الصحيحة».
وتحطيم كل مقدس لإحلال الفكر العلماني ورموزه مكان الفكر الديني الأصيل ورموزه حسدًا منهم لأهله كما حُسد الأنبياء والأئمة من قبل ومن بعد يقول تعالى:
﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾
فتأمل جيداً ولا تنخدع ببريق شعاراتهم المزيفة.