آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

الطائفية كلها شر

حسن آل جميعان * صحيفة إيلاف

لا تزال القلوب مشحونة على بعضها، ولا تزال الكراهية ساكنة في أعماق جوارحنا، نرفض التعايش لا لشيء غير أننا ألفنا البعد والقطيعة، قاموسنا لا يعترف بأننا أخوة ولا يعترف أيضا أننا شركاء ومصيرنا واحد، أصبح كل واحد منا يخفي حقده على أخيه الذي لا يمتلك قدره حيث القدر أجبره على أن يسلك طريق لا يستطيع تغييره بسبب الظروف الاجتماعية والتاريخية التي نشأ فيها، الفرد منا أصبح كذلك لا لأنه اختار بل البيئة التي ترعرع فيها تفرض شروطها وتحدد ما هي الهوية التي تتكون منها شخصية كل فرد فينا في هذا العالم.

الحروب الطائفية دمرت الأشياء الجميلة ودمرت الأخضر واليابس، حتى المنازل والشوارع وبراءة الطفولة كلها بلا استثناء مدمرة، الطائفية طوفان لا يدر شيئا إلا وهشمه هل رأيتم طوفاناً يترك خلفه حديقة من الزهور؟ أم رأيتم الخراب والدمار يعم المكان والديار؟ هكذا هي الطائفية لا تنشر إلا البؤس ولا تزرع إلا الشوك ولا تبني إلا الدمار، هل هناك من يرغب أن يكون المستقبل بهذا الشكل وهذه القتامة؟ أعلم لا أحد يرغب في ذلك لكن تصرفاتنا تقول العكس!

التناقض الذي يصنعه الإنسان غريب جدا لا أحد يستطيع تفسيره أو فهمه، يريد حياة آمنة لكنه يزعزع ذلك وينشر الفوضى، يرغب في مستقبل مشرق ويفعل ما يجعل هذا العالم أكثر ظلاما مما نحن فيه، لا أدري كيف يفكر هذا الإنسان وهو يحمل كل هذا التناقض والازدواجية في تصرفاته وسلوكياته التي فيها الكثير من الغرابة، نقول أننا أخوة ولازال الكثير منا ينفخ في نار الطائفية التي نحن حطبها إذا لم نكف عن اللعب فيها وبجوارها.

الحياة لا تكون جميلة وكلنا طيف واحد متشابه في كل شيء بل تكون بائسة وتعيسة، الجمال يتحقق بتنوعنا واختلافنا لأننا بهذا التنوع نكمل النقص الذي يفتقده الآخر بهذا الاختلاف نجعل من هذا العالم أكثر ثراء لنا وللأجيال القادمة التي ترغب بحياة أفضل مما نحن فيه الآن.