الفنان الكبير عبد الحسين عبد الرضا محمد عوض
منذ الولادة وبعد فترة الوعي رأيناهُ يتسلل إلى منازلنا بتلك العفوية نشاهده، كأنه الطير الذي لا تملك الطبيعة صورته ولا هيئته، يتسلل إلى قلبك ووعيك، يحادثك بجمال حضوره وصوته وعفويته، إحساسٌ لا تستطيع أن تضع مفرداتٍ لها، كأن اللغة لم تنجب مفردةً أو كانت حُبلى لكنها لم تنضج بعد، احترمته البشرية من المحيط إلى الخليج بل تعدًى ذلك أيضاً، عفيف في مشهدهِ وفي حديثه، توحدت اللغات واللهجات بأنه ملك الكوميديا والفن بأكمله في الوطن العربي ولا أشك أنّ اللغات الأخرى ربما تترجم أعماله وحضوره على المسرح، وبرغم رحليك الجسدي، مازلت حاضرًا في الوجدان الذي لا ينتهي.
لقد جسدت ملاحم البطولة، كنتَ ومازلت رائدًا، هكذا ميلاد العظماء لا يكتسبون من الآخرون أنهم ولدوا بمواهبهم التي منحها الباري لهم وأنت يا والدي أحدهم.
الفن الذي تملكهُ في السلوك والنُبل والمنهج الذي منحته للآخرين بعطائك السخي في الخُلق والمال قبل الفن وحكايتهِ، إنك جسدت الثقافة والوجدان الأصيل الذي عشناه ورويتهُ للأجيال القادمة مع ملامح الماضي والحاضر، إنك نبعٌ لا ينضب، هكذا كان ميلادك، وهكذا رحلت إلى الملك الأعظم مناديًا أن تكون معه ومع من تحب.
السلام على روحك الطاهرة.. منا السلام يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تُبعثُ حيًا..
#عبدالحسين_عبدالرضا_في الوجدان.
ابنك - فؤاد الجشي