آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

العمل بالهوية الوطنية هو الحل

سعيد الخباز

منذ أن وعيت على هذه الدنيا قبل أكثر من ستين عاما، وأنا أشعر بعمق الصراع الداخلي في مجتمعي المحلي بين الهوية المذهبية والهوية الوطنية قبل أن يكون ذلك الصراع موجه للدولة التي تتدخل ناعمة مرات... وقوية مرات أخرى لتفرض سيادتها على أراضيها، ومواطنيها... سواء اتفقنا مع اسلوبها، أو لم نتفق... فلا يهمها ذلك كثيرا.

ومنذ عام 1400 وليومنا هذا، اتخذ صراع الهوية منعطفات خطيرة أودى بحياة الكثير من الشباب، وفوّت فرص الاستفادة التنموية من الطفرتين الأولى والثانية وكأن مصادفة الأزمتين الكبيرتين في بدايات الطفرتين جاءت لكي يفقأ المجتمع عينه باصبعه.

العالم المدني المتحضّر، كما أراه في القرن الواحد والعشرين، قد تجاوز الهويات الدينية والمذهبية، وحتى العرقية، إلى الهوية الوطنية لتكون هناك عدالة «وأقول عدالة، وليست مساواة... فالمساواة قد لا تكون عدالة في أكثر الأحيان» في الحقوق والواجبات على الدولة والمواطن بشكل ”تعاقدي“.

لماذا لا نجرب بأن نلقي الحجة على الدولة، ونتصرف حسب الهوية الوطنية بديلا عن الهوية المذهبية، ونرمم الجسور التي تكسرت... ولا ننظر لمن تسبب في تكسيرها... ونرى كيف تصير الأمور بعد ذلك.

بعض الأحبة - في موضوعي الأخير - يعتقدون أن الدولة قد أسرفت في استخدامها للقوة... فلنفترض أنها فعلت كما قال البعض... ثم ماذا؟ نستمر في محاربتنا لها؟

الخلافات التي تتحدى سلطة الدولة - أي دولة في العالم - قد تواجه بالقوة... والقوة المفرطة، أحيانا... إذا لم يفوّض المجتمع العقلاء منه بالتدخل لحقن الدماء، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الذين يعتقدون أن الحقوق تؤخذ ولا تستجدى... هم على حق... لكن، القوة التي تؤخذ بها الحقوق ليست 100 رشاش، وبضعة آر بيجيات... أو حتى أضعاف أضعافها... ولا عصيان مدني... لكنها، في هذا الزمان، هي القوة الاقتصادية المحلية التي تنمّي القدرة الشرائية لأفراد المجتمع، وتلفت الانتباه من قبل الدولة لهذا المجتمع المنتج... المسالم... المعايش فلا تستطيع تهميشه.

اختلفوا معي كما تشاؤون... أو اتفقوا... فأنا - وأنا في خريف العمر - لكم ناصح أمين... وتعرفون جميعا أني لا أنتمي لأي من تياراتكم المتصارعة على كعكة المجتمع الوهمية... ولا أراود مسؤولي الدولة لمصلحة خاصة... فلا أزور أي منهم... ولا أتصل بأي أحد.

كل همي، وأمنيتي، وحلمي أن ينعم مجتمعي بالسلام والانتاجية، وتسود المحبة... لأطمئن على أحفادي من بعدي.

لماذا لا نجرب؟

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
ابو احمد
[ المملكة العربية السعودية ]: 12 / 8 / 2017م - 6:28 م
انت كبير ياابو رمزي لويحذف من الهوية الوطنية مكان الميلاد ومكان الاصدار كان ممتاز وفي شي اخر بعد نقوله حسب كل مقال تكتبه
2
ابو احمد
[ القطيف ]: 12 / 8 / 2017م - 11:27 م
أتفق مع طرحك الموفق ... الهوية الوطنية وحسب. المواطنة ثم المواطنة ثم المواطنة دائماً وأبداً. علينا واجبات ولنا حقوق. وأتمنى أن نمّكن من أداء واجباتنا أولاً قبل المطالبة بالحقوق. واجبنا الدفاع عن حياض الوطن وحماية أمنه ومكتسباته وتحقيق العدالة في ربوعه وتمثيله في المحافل الدولية وإدارة مصالحه وتنمية أطرافه ومراكزه.
3
فؤاد
[ القطيف ]: 13 / 8 / 2017م - 11:50 ص
الكاتب العزيز جانبك الصواب فيما طرحت فهل الجنوب تعامل حسب الهوية المذهبية وهل بعض مناطق الرياض التي زارها الملك عبدالله وكأنها في عالم آخر وظهرت في الإعلام كانت تعامل بغير الهوية الوطنية وكما تفضلت الأصل هو المساوات في الحقوق والعدل في النزاعات وهنا جنابك تؤصل ان هناك نزاعات واختلاف بين المواطنين وهنا سؤالي من الذي أوجد تلك الحالة