استشاري: الزوج المُعدد ينبغي أن يجيد العدل ويتحمل نفسية الزوجة
أكد المستشار الأسري ماهر الحاجي أن الزوج المُعدد ينبغي عليه أن يجيد مهارة العدل ويتحمل النساء ونفسياتهن ويجيد التعامل معها.
جاء ذلك في منشوراته على قناة التواصل الاجتماعي ”تيليجرام“.
وذكر أن شخصية الزوج حقيقة تحمل العاتق الأكبر، إذ من يُعدد ينبغي عليه أن يجيد مهارة العدل وأن يكون له صدر كبير، وقال: ”يوجد من يتمتع بذلك وإن كانوا قلة“.
وأشار إلى أن النماذج المتعبة للرجال الذين يركزون على مشاعرهم فحسب ويتناسون مسؤولياتهم، مؤكدًا أن هؤلاء وإن كانوا حينًا مع الزوجة الجديدة لكنه مع الوقت ستخبو المشاعر وتذهب السكرة، ليجدوا أنفسهم تورَّطوا بالزواج من الثانية.
وأفاد أن التعدد ليست تجربة سهلة، مفيدًا أن الخطأ فيها قد يودي بحياة آخرين وسعادتهم، ناصحًا لذلك لابد من الحذر في خوضها، والتأكد من المقدرة عليها بعد الاستخارة والاستشارة.
وقال: ”لا شك أن الله ما شرع شيئًا وأباحه إلا لحكمة وخير، ولكن ليس كل مباح يكون مباحًا لكل الناس، بل البعض لا ينفع له المباح لضرر يُصيبه منه لينتقل من المباح للمكروه وقتها وقد يصل للتحريم بحال كان الضرر كبيرًا، وهذا يختلف بحسب الأشخاص وتطبيقهم الشرع وفهمهم له“.
وأضاف: ”لو شبهناه بالطعام؛ فإن الطعام مباح، لكن مريض السكر قد لا يصح أن يكثر من الحلوى رغم لذتها، ومريض الضغط قد يضره الملح الزائد، والدَّسم قد يؤدي لمخاطر للبعض، وقد يحتاجه البعض الآخر“.
وأشار إلى أن الزوجة الثانية تحتاج إلى قوة لتجابه المجتمع وتستطيع أن تثبت حسن نواياها لتعين زوجها على العدل لاالعكس، خاصة إذا ما كانت الزوجة الأولى من النوع الصعب فتزيد الأمور سوءًا، الأمر الذي يتطلب من الزوجة الثانية الحكمة.
وتابع: ”وقد تكون ذكية تجيد رد الكيد واسترداد كرامتها التي ستراها أهدرت بزواج زوجها، وفي كل الأحوال تحتاج الزوجة إلى أن تكون حكيمة وتفهم طبيعتها“.
وحذر أن تبني الزوجة بيتها على أنقاض بيت آخر، مؤكدًا بأنه لن يريحها ولن يريح الزوج.
ودعا إلى أن السؤال عن الزوج من قبل أهل الفتاة عن مجتمعه وعمله وخلقه ودينه، أمر في غاية الأهمية والذي سيتضح منه إن كان من النوع الذي تأمن الفتاة على نفسها وعلى دينها معه أم لا.
وطالب الزوجة الثانية أن تضع في بالها دور الأهل؛ وقال: ”غالبًا الأهل والمجتمع، يقف بجوار الزوجة الأولى، التي يراها كسرت وجرحت، وقد تكون من أهله أو تحملت الكثير معه“، لافتًا إلى أن الفترة الأولى من أصعب الفترات حتى يثبت الزوج حقًّا حرصه على العدل وقدرته عليه.
وتأسف على البعض الذي يمل من بيته الأول أو يكون مليئًا بالمشكلات، لذا يلجأ للزواج الثاني كحلٍّ ليجد نفسه قد توَرَّط أكثر؛ ”كيف يبني بيتًا وهو لم ينهي مشاكل زواجه الأول“.
وقال: ”ربما يكون الحل بالنسبة له شكلاً من أشكال الهروب، ووقتها سيصعب عليه العدل أكثر، وستتعقد عليه الأمور“.
ودعا الزوج إلى مواجهة مشكلات والبحث عن حلول لها قبل خوض تجربة أخرى، خاصة حينما يكون بينهما أولاد.