الإرهاب سابق عصره
البعض يتربى من حداثة سنه على سلوك معين سواءً كان حسناً أو سيئاً فيصبح من الصعوبة التخلي عنه بعد ان يتجاوز سن العاشرة من عمره إلا من رحم ربي، بعد هذا العمر قد تنضج عنده الحالة السلوكية، فيضيف لها بعض الابداعات التي تناسب وظيفته الاجتماعية، مثال على ذلك: لو كان طالب في أي علوم قد تربى على الخلق الرفيع سوف يمارس ما تربى عليه في صغره، لكن بشكل يناسب وقته الحالي، وعلى العكس لو انه تربى على حالة العدوان مع الآخرين سوف يمارسها بشكل مختلف، لكن المضمون واحد، وكذلك التاجر لو تربى على سلوك الامانة في صغره سوف يمارسها في كبره بشكل متقن، كما لو انه كان يسرق في صغره سوف يسرق في كبره بشي من التقنين والإبداع، وقس على ذلك في جميع التخصصات الاجتماعية المختلفة.
الارهاب سلوك ناتج عن تربية أو بيئة عدوانية قد نمت مع صاحبها من صغره وترعرعت، نتيجة انحرافات عائلية التي تعد هي الشرارة الأولى لتكون فكر إرهابي، بالإضافة الى البيئة الحاضنة لها حيث تستغل تلك العدوانية وتوجهها الى المسلك أو التوجه التي تتبناه.
كما ان من اسباب تكون الارهاب التفكك الاسري المتفشي في المجتمعات، إضافة الى اشاعة التطرف في الاوساط الاجتماعية من بعض الرموز داخل أي مجتمع، التي بدورها تدغدغ المشاعر العاطفية مقابل العقل تارة، وأخرىتغريه ببعض مانقص منه لكي تغطي ضعفه من أي امر كان.
اذاً لا بد من نظرتنا للأشخاص من حيث تربيته وسلوكه لا من حيث ما يقوم به في وقته الحالي، لان السلوك يبدأوينمو ثم تنضج بعد ذلك من الصعوبة التخلي عنها أو استبدالها بسلوك مختلف.
صحيح ان الدراسة لها دور في تهذيب بعض السلوك لكن الشارع بين البيت والمدرسة يستغل حالات الضعف عند أي فرد لتوجيهه نحو التطرف والإرهاب، كما ان بعض المناهج تغذي حالة التطرف خصوصا ضد المخالف لها في الرأي أو الديانة البعيدة عن التعقل.
مع ملاحظة أن هناك شذوذ عن الحالة الطبيعية قد تجد احداً ما قد تربى في بيئة صالحة لكنه تأثر من الحالة الارهابية في كبره نتيجة البيئة الحاضنة له، لكن الاعم الاغلب أن الارهاب نتيجة لأسباب نفسية على اثرها نتج منها فكر ارهابي متأصل.
بعدما تفشى الارهاب في العالم لابد من إعادة التفكير في اساليب التربية سواء في المنزل أو المسجد والمدرسة فكلاهم مؤثرين على الفرد في تنشئته وسلوكه، ولا ننس البيئة الاجتماعية المبتعدة عن روح الابداع الفني والترفيهي، اضف الى ذلك العمل التطوعي ضروري في حياة الناس لأنه يبعث على سعادة لمن ينشط ويبادر في الاعمال التطوعية التي تربي الفرد على حالة من السكينة وتهذب بعض التصرفات الخارجة عن المألوف العام.
إذاً الإرهاب لا يتكون في وقته المتأخر إنما هون سابق لعصره الحالي.