آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

مثقفون: للثقافة دور بارز في الحفاظ على المجتمع وتقدمه وازدهاره

جهات الإخبارية جمال الناصر - القطيف

أكد مثقفون أن للثقافة دور بارز في الحفاظ على المجتمع وتقدمه وازدهاره إذا ما اتسمت بالوعي، وإن ثقافة الفرد تؤثر تأثيرًا بالغًا في ضبط سلوكه وتصرفاته في الوسط الذي يعيش فيه.

جاء ذلك في الأمسية الحوارية ”الإصلاح الثقافي والحاجة إلى النقد والتنوير“، التي أقامها ملتقى ركائز ثقافية على قناة التواصل الاجتماعي ”واتساب“، الذي يضم نخبة من المثقفين من مختلف الدول العربية.

وبين مشرف الإعلام والبرامج العامة في مركز التنمية الأسرية بالعمران الكاتب حسن الكويتي، أن الثقافة هي طريقة الحياة التي تميز كل مجموعة بشرية عن مجموعة أخرى حيث أن لكل مجتمع ثقافته، التي تؤثر في أفراده والتعامل بينهم وتنتقل من جيل إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع آخر، خصوصًا في عصر ثورة الاتصالات.

وقال: الثقافة هي كل المعلومات والمهارات التي يملكها البشر، لغة المجتمع، وعاداته، وممارساته، وقواعده، ومعاييره، لكيفية العيش والوجود، من ملابس، وطقوس وقواعد السلوك والمعتقدات، مؤكدًا أن ثقافة المجتمع متأصلة بين أفراده، بحيث تصبح قيمًا تتوارثها الأجيال.

ونوه إلى أن للثقافة دور بارز في الحفاظ على المجتمع وتقدمه وازدهاره، وإن ثقافة الفرد تؤثر تأثيرًا بالغًا في ضبط سلوكه وتصرفاته في الوسط الذي يعيش فيه، وقال: ”من هنا كان الاهتمام لازمًا بالثقافة للحفاظ على مجتمع قوي متماسك، وأسرة آمنة سعيدة، وفرد منتم وواع ومنتج، كل ذلك يصب في مصلحة المجتمع“.

وذكر بأن هذا الجهد تقوم به مؤسسات عديدة من أهمها: الأسرة والمدرسة والمسجد والجامعة، الإعلام بوسائله المختلفة، كذلك ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح بأن هناك تحديات تعيشها المجتمعات متمثلة في الانفتاح السريع على ثقافات الآخرين والمبنيّة على فلسفات خاصة بهم، مؤكدًا أن هذا الانفتاح الذي تم من خلال سرعة نشر الأفكار والتواصل، جعل الثقافة الأصيلة مهددة بالنقد والتغيير، داعيًا إلى تنقية الثقافة مما علق بها من مفاهيم خاطئة على مرور الأيام والسنين.

وأشارت الناشطة في التنمية الاجتماعية وعضو المجلس البلدي بالقطيف خضراء آل مبارك، أن هناك فرق كبير بين المعرفة أو العلم والثقافة، وقالت: ”لا يكفي أن نتعلم أو نمتلك معلومات بحوزتنا، حتى نكون فعلاً مثقفين دون أن نحولها إلى سلوك، مشددة على أن الوعي ضرورة ملحة للإنسان المثقف الذي من خلال وعيه يدرك معنى الحياة ومقدرته على أن يتفاعل مع محيطه ومحيطه الإنسان والبيئي“.

وطالبت بالابتعاد عن المصطلحات الكبيرة والنظريات، موضحة بأنها تبعد الإنسان عن الواقع حيث كلما كانت الأمور بسيطة كلما تقرب الإنسان أكثر من الواقع والواقعية.

وقالت الناشطة الاجتماعية حمده الغامدي، إن الثقافة ليست مجرد معلومات، مفيدة أن الثقافة إذا لم تنعكس على سلوك الفرد، فلا فائدة منها ولا يعتبر الفرد مثقفًا حينها، بل حاملاً للمعلومة فقط.

وأشارت إلى أن المثقف ينقسم إلى قسمين: مثقف سلبي وآخر إيجابي، مبينة أن المثقف السلبي، هو الذي لا تتعداه معرفته ومعلوماته ولا يستفيد منها مجتمعه أو المحيطون به، والمثقف الإيجابي، هو الناشر لعلمه، المؤثر في مجتمعه إيجابيًا، مؤكدة لا يكون الإنسان مثقفًا إذا لم يكن واعيًا.

وقالت: إن الوعي يمثل الأساس الذي من خلاله يؤثر في سلوك الإنسان ويجعل منه مؤثرًا في مجتمعه، بكونه القادر على استيعاب كل ما يصل إليه من معلومات أو أخبار أو سلوك، وتمييزها من ناحية المصداقية والعوامل المؤدية إليها، لمعرفته بما تتركه من آثار على الفرد والمجتمع حاضرًا ومستقبلاً، منوهة إلى أن الثقافة تمنح الإنسان خبرات ملتقطه، بالتالي تكون عاملاً مساعدًا لتخطي العقبات في بلوغ رسالته التي ينشدها بخدمة مجتمعه.

وبينت التوستماستر زهراء إبراهيم آل جميعان أن الثقافة ليس لها معايير وشروط ونوع من المعرفة، وقالت: ”لذا لانستطيع أن نطلق على المهندس أو الدكتور، بأنه مثقف لمجرد كونه مهندسًا أو دكتورًا“، مؤكدة أن الثقافة ذاك الشيء الممزوج بالوعي والأدب، ليظهر مفهوم الثقافة في سمات الشخص تباعًا، التي من أهمها: الفكر الواعي والمستقِبل للجديد.

ودعا الباحث علي الحرز المثقف إلى العمل جاهدًا ليكون مثقفًا واعيًا، عضويًا لخدمة مجتمعه ووطنه.